1. الرئيسية
  2. المقالات
  3. مواضيع أخرى
  4. الاستفادة من الهوسبيتاتسيون

نصائح عملية للاستفادة من الهوسبيتاتسيون في المستشفيات للأطباء الجدد في ألمانيا

بواسطة: د. فراس الصفدي
آخر تحديث: 2024.11.10

هل ترغب بإجراء أول هوسبيتاتسيون أو ستاج لك في ألمانيا وتريد أن تعرف كيف يمكن أن تستفيد على أكمل وجه من هذه الفترة التي ستقضيها في المستشفى؟

في هذه المقالة المفصلة سأقدم لك نصائح وتقنيات فريدة ومجربة تتيح لك الاستفادة من الهوسبيتاتسيون بأقصى شكل ممكن لتحضر نفسك للخطوات التالية على طريق ألمانيا على الوجه الأمثل.

المقال طويل وفيه الكثير من المعلومات. ولكن مئات الزملاء طبقوا النصائح الموجودة هنا خلال السنوات الماضية واستفادوا منها بشكل هائل. لذلك اقرأ بهدوء وحاول التركيز في كل المعلومات.

كيف تستفيد من فترة الهوسبيتاتسيون في ألمانيا
تحتوي هذه المقالة على الكثير من النصائح والتقنيات العملية للاستفادة من الهوسبيتاتسيون الأول بأفضل شكل ممكن في مستشفيات ألمانيا.
Image credit: Produced with Freepik AI

الاستفادة من الهوسبيتاتسيون: المحتويات

مساحة إعلانية

مقدمة

قبل الدخول في الموضوع سنتحدث بشكل سريع عن الهوسبيتاتسيون (Hospitation)، وهو ما يدعى باللغة الإنكليزية clinical attachment وباللغة الفرنسية le stage.

يستخدم مصطلح الهوسبيتاتسيون في المجال الطبي في ألمانيا لوصف الفترة التدريبية التي يقوم بها الطبيب لدى جهة معينة بدون أن يعمل لديها، أي أنه يتواجد بصفة مراقب فقط، وذلك بهدف الاطلاع على نظام العمل وتحسين لغته. وهو يدعى في هذه الحالة باسم Hospitantأو Hospitantin.

في معظم الأحيان يستخدم المصطلح لوصف الفترة التدريبية الأولى التي يقضيها الأطباء الجدد في عيادة أو مستشفى بهدف التعرف على النظام الصحي في ألمانيا وتحسين اللغة تحضيراً للتقدم لامتحان اللغة الطبية، وذلك لمدة تتراوح بين أسابيع وأشهر.

مصطلح الهوسبيتاتسيون في ألمانيا
في الواقع يستخدم هذا المصطلح لوصف أي طبيب زائر يبقى في القسم لفترة مؤقتة بصفة مراقب.
Image credit: Envato Elements License

ولكن هذا المصطلح يستخدم في عدة مواضع أخرى أيضاً. على سبيل المثال أنت تعمل في ألمانيا وترغب بتغيير عملك، ولكن قبل ذلك تريد الاطلاع على وضع العمل في المكان الجديد. يمكنك هنا أن تقوم بعمل هوسبيتاتسيون ليوم أو يومين قبل توقيع عقد العمل.

أو أنت طبيب استشاري تريد تعميق خبرتك في إجراءات أو تقنيات معينة تجرى في مستشفى آخر. في هذه الحالة يمكنك أن تقوم بعمل هوسبيتاتسيون لمدة أسبوع كطبيب زائر في المستشفى الآخر.

النصائح التي نقدمها في هذه المقالة الموسعة خاصة بالحالة الأولى: الطبيب الذي يدخل المستشفى لأول مرة بهدف التعرف على نظام العمل والبدء بممارسة اللغة الألمانية في الحياة العملية.

ما هي الغاية من الهوسبيتاتسيون؟

هناك ثلاث غايات رئيسية من الهوسبيتاتسيون في ألمانيا: الأولى هي تحسين اللغة، والثانية هي أيضاً تحسين اللغة، أما الثالثة فهي تحسين اللغة.

لا تتوقع أنك ستدخل إلى المستشفى أو العيادة لتتعلم الطب، وما لديك من معلومات هو كاف تماماً سواءً كنت حديث التخرج من كلية الطب أم كان معك اختصاص.

نعم، سوف تشاهد إجراءات أو تداخلات طبية جديدة وسوف تتعرف على النظام الطبي المختلف في المستشفيات والعيادات الألمانية كما أنك ستسمع معلومات طبية جديدة. سيحدث هذا معك بالتأكيد ولكنه ليس الغاية من وجودك هنا ولا تركز عليه.

إذا كنت تريد أن تستفيد من الهوسبيتاتسيون ركز فقط وفقط على اللغة، وعلى المحادثة على وجه الخصوص. نقطة القوة التي ستضمن لك النجاح في الامتحانات الطبية هي ليست فقط معرفتك الطبية، وإنما لغتك العامة وقدرتك على التواصل بطلاقة.

ضرورة التدرب العملي على اللغة الألمانية لإتقانها
لن تتقن أي مهارة في هذا العالم من خلال الدراسة فقط وإنما تحتاج إلى استخدام هذه المهارة والتدرب عليها في الحياة العملية. ينطبق ذلك بشكل خاص على تعلم واكتساب اللغات.
Image credit: freepik license

الهوسبيتاتسيون هو عادة أول احتكاك للطبيب الأجنبي بالمجتمع الألماني. دورة اللغة للأسف لا تعتبر احتكاكاً، فالمعلمة الألمانية أو موظفو المعهد يتحدثون عادة بشكل بطيء وبلهجة واضحة وبلغة ليست مشابهة للغة المستخدمة في الحياة اليومية.

وكذلك التواصل العابر في الحياة العادية -كما في السوبرماركت أو عند الحلاق أو في مكتب الأجانب أو غيرها- لا يعتبر احتكاكاً عميقاً باللغة وإنما مجرد تدبير لأمور حياتك اليومية.

الهدف الأساسي من الهوسبيتاتسيون للأطباء الجدد هو التعرف على اللغة الألمانية والبدء بممارستها

إذا لم تمارس عملاً ما ولم يكن لديك أصدقاء ألمان، فأنت في الواقع لن تبدأ بالتعرف على اللغة الألمانية الحقيقية كما تبدو في الحياة اليومية إلا خلال الهوسبيتاتسيون، والذي سيشكل مفاجأة وصدمة في الوقت نفسه.

لذلك فإن الهدف الأساسي من الهوسبيتاتسيون هو تحسين اللغة العامة واستخدامها في الحياة اليومية. والجزء الأكبر من هذه المقالة سيكون مركزاً على الطرق المختلفة لتحسين اللغة خلال فترة الهوسبيتاتسيون.

ما المستوى اللغوي الذي أحتاجه قبل الدخول إلى المستشفى؟

الكثيرون يستعجلون بالدخول إلى المستشفى قبل إنهاء دراسة اللغة الألمانية العامة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الطلاب الذين يحاولون حضور هوسبيتاتسيون في ألمانيا بمعرفة لغوية محدودة.

شهادة B2 هي بمثابة محو أمية في اللغة الألمانية

لا تدخل إلى المستشفى قبل أن تحصل على شهادة B2، وإذا كان ذلك ممكناً فحاول أيضاً أن تحصل على شهادة C1 في اللغة الألمانية العامة. طبعاً الدراسة والشهادات ليست كل شيء والتواصل هو الأساس في تعلم أي لغة.

ولكن كلما كانت معك كمية أكبر من المفردات والتعابير كلما تمكنت من الدخول في جو اللغة بشكل أسرع وكلما تمكنت من الفهم والكلام بشكل أفضل. وكلما كان تمكنك من القواعد أفضل كلما استطعت الكلام بشكل صحيح.

لذلك حاول الحصول على أعلى مستوى لغوي ممكن قبل أن تبدأ الهوسبيتاتسيون إذا كانت ظروفك تسمح بذلك، ويفضل قبل الوصول إلى ألمانيا. كلما قطعت مرحلة أطول قبل ألمانيا كلما وفرت وقتك وجهدك ومالك حين تصبح هنا.

توقع صدمة الأسبوع الأول

هناك شيء اسمه صدمة الأسبوع الأول. هذه الصدمة يتعرض لها الجميع وعليك أن تتوقعها حتى لو كان مستواك C1.

ستبدأ بالهوسبيتاتسيون وتعتقد أن لغتك ممتازة وأنك كنت أشطر طالب في دورة اللغة، ولكن حين تبدأ يومك الأول في الاجتماع الصباحي أو جولة المرضى ستجد ببساطة أنك تفهم 0-20% من الكلام (بدون مبالغة). هذا الأمر طبيعي جداً في الأيام الأولى.

درجة الصدمة تتفاوت حسب درجة الاحتكاك السابق مع المجتمع الألماني (كأن تعيش في سكن مشترك مع ألمان)، وحسب قدرتك على الفهم (فيما إذا كنت تستمع مثلاً للراديو أو التلفزيون بشكل مركز أم لا)، وحسب لهجة المنطقة الموجود فيها والأطباء الموجودين في المستشفى (معظم المستشفيات أصبح فيها أطباء من مناطق مختلفة وستجد تفاوتاً في صعوبة فهم الأطباء في المستشفى الواحد)، وحسب مستوى لغتك الطبية الألمانية بشكل خاص.

صدمة الأسبوع الأول في المستشفيات الألمانية
لا يوجد أي طبيب لم يتعرض لصدمة الأسبوع الأول في المستشفى مهما كان مستواه اللغوي السابق جيداً.
Image credit: freepik license

بعد الأسبوع الأول من الإصغاء الفاعل ستتحسن قدرتك على الفهم بشكل كبير (طبعاً بما يتوافق مع مستواك اللغوي) وستبدأ بالكلام بحرية أكبر. ولكن البداية ستكون صعبة دائماً.

لذلك لا تشعر بالاكتئاب أو الإحباط في الأيام الأولى فهو أمر طبيعي. اتبع تقنية الإصغاء الفعال والمركز لكل الأحاديث التي تدور بجانبك واعلم أن قدرتك على الفهم سوف تتحسن حين يتآلف دماغك مع موسيقى اللغة الجديدة.

انس موضوع اللغة الإنكليزية

بالنسبة للمبتدئين في اللغة الألمانية الذين يطمحون للحديث باللغة الإنكليزية في ألمانيا: يؤسفني إخبارك بأن اللغة الإنكليزية غير مستخدمة على أرض الواقع في ألمانيا.

صحيح أن معظم الأطباء الألمان يعرفون الإنكليزية، ولكنهم يستخدمونها فقط للقراءة على الإنترنت أو في الكتب، ولا يستخدمونها أبداً في التحدث في الحياة اليومية (ومعظمهم لا يستطيع التحدث بالإنكليزية)، ولن تسمع الإنكليزية في المستشفيات الألمانية.

إذا كنت لا تزال مبتدئاً في اللغة الألمانية فإن مكانك مبدئياً هو معهد اللغة وليس المستشفى

ربما تكون محظوظاً بوجود طبيب متمكن من اللغة الإنكليزية. ولكن هذا الطبيب لن يكرس نفسه لك، ولن يكون لديه الوقت ليشرح لك كل شيء، ولن تفهم ما الذي يدور من حولك من حوارات ونقاشات، وستشعر بالإهمال والانعزال.

ولذلك لا تفكر بأن تدخل إلى المستشفى وأنت في المراحل الأولى من دراسة اللغة الألمانية معتقداً أن أحداً سيتحدث معك بالإنكليزية. إذا دخلت إلى المستشفى في هذه المرحلة فسيتم ببساطة تجاهلك بشكل كامل وستضيع وقتك تماماً.

لا تغتر بمستواك إن كانت لغتك لا تزال متوسطة

بعض الزملاء دخلوا إلى المستشفى لأول مرة وهم في مستويات متوسطة، مثلاً شهادة اللغة B1. صحيح أن التواصل العملي في هذه المراحل يسرع من تطور اللغة وتحسنها، ولكنك لا زلت تفتقر إلى الكثير من الأساسيات مثل التعابير والمفردات وإتقان القواعد. والبدء بإجراء الهوسبيتاتسيون في هذه المرحلة هو أيضاً إضاعة للوقت.

ستحتاج إلى أربعة أو خمسة أشهر في المستشفى للوصول إلى قدرة لغوية مقبولة، بينما سيحقق شخص آخر نفس هذه القدرة اللغوية خلال أسبوعين إذا كان مستواه الدراسي C1. لذلك لا تستعجل في الدخول إلى المستشفى قبل تحسين لغتك العامة.

ولكن حتى ولو تمكنت من الحصول على شهادة C1 في اللغة الألمانية العامة فلا تغتر بنفسك! حتى في هذه الحالة ستعاني من صدمة الأسبوع الأول ولا مفر من ذلك.

عدم القدرة على فهم اللغة الألمانية في البداية
مهما كانت لغتك السابقة جيدة فأنا أؤكد لك أنك لن تفهم الكثير في جولتك الأولى على المرضى مع الأطباء في المستشفى. لا داعي للفزع أو الإحباط فهذا الأمر طبيعي. خلال فترة قصيرة ستجد تحسناً كبيراً في قدرتك على الفهم.
Image credit: Envato Elements License

ولكن المعرفة اللغوية التي لديك ستؤدي إلى تضاؤل الفجوة بشكل كبير، والخلفية اللغوية القوية من مفردات وتعابير وقواعد سوف تساعدك على التغلب على الكثير من المصاعب التي يعاني منها الأطباء في المستويات اللغوية الأقل.

سوف تتمكن من فهم الكلام بشكل أفضل، وفهم ملفات المرضى ورسائل التخريج بشكل أفضل، والتواصل بشكل أفضل مع الطاقم الطبي والمرضى. وستشعر بتطور كبير خلال فترة قصيرة جداً، وستستغل وجودك في المستشفى لتحسين قدرتك على الكلام والحصول على طلاقة لغوية خلال فترة قصيرة.

لذلك فإن الوضع المثالي هو أن تدخل إلى المستشفى بمستوى لغوي متقدم لتحقق أكبر فائدة ممكنة. وشخصياً أنصحك بأن تنهي مستوى C1 في اللغة العامة. كل من استفاد من هذه النصيحة شكرني عليها.

لا تجمع بين دورة اللغة والهوسبيتاتسيون

البعض يضغط نفسه ويقرر أن يذهب إلى المستشفى خلال النهار ثم يذهب إلى دورة اللغة مساءً لمتابعة دراسة اللغة الألمانية.

من الصعب جداً الالتزام بالهوسبيتاتسيون ودورة اللغة في الوقت نفسه. دوام الهوسبيتاتسيون هو عادة دوام صعب يبدأ في السابعة صباحاً وينتهي في الثالثة أو الرابعة عصراً وأحياناً أكثر، أي أنك تبدأ مع الأطباء وتنتهي معهم. اقرأ المزيد عن أوقات عمل الأطباء في ألمانيا في الموضوع المفصل على هذا الموقع.

بعد الانتهاء من الدوام لن تكون قادراً على فعل أي شيء إضافي (باستثناء الدراسة في البيت)، ولن يكون هناك وقت للذهاب إلى دورة لغة مكثفة في المساء والعثور على وقت كاف لحل الوظائف والدراسة بالإضافة إلى واجبات الحياة الأخرى.

الهوسبيتاتسيون متعب ومن الصعب الالتزام بكورس لغة من بعده
على الأغلب أنك ستكون متعباً للغاية بعد العودة إلى المنزل وبالكاد سوف تكون قادراً على الدراسة لساعتين أو ثلاثة.
Image credit: Envato Elements License

وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص قاموا بذلك واستغلوا وقتهم بشكل ممتاز (مع بذل مجهود هائل بالطبع)، إلا أنني لا أنصحك أن تفعل ذلك إلا إذا كنت مضطراً.

ولنفس السبب أنصح أيضاً بالانتهاء من امتحان B2 قبل الدخول إلى المستشفى، لأنك إذا دخلت إلى المستشفى فقد لا تجد وقتاً كافياً للدراسة والتركيز بما يكفي لإنهاء الامتحان واجتيازه بنجاح، مما يؤخر إتمام الأوراق المطلوبة في هيئة التعديل.

تعلم شيئاً عن اللغة الطبية

يمكنك الدخول إلى الهوسبيتاتسيون بدون أن تعرف أي شيء عن اللغة الطبية، ولكنني أيضاً لا أنصح بذلك لأنك ستحتاج الكثير من الوقت للتعلم والفهم وستضيع وقتك في الهوسبيتاتسيون. وبالمناسبة فإن اللغة الطبية الألمانية المستخدمة في الحياة اليومية في المستشفيات مختلفة كلياً عن اللغة الطبية الإنكليزية.

ولذلك أمامك خياران: إما أن تقوم باتباع دورة في اللغة الألمانية الطبية، أو أن تقوم بدراسة بعض المصطلحات أو الكتب الطبية الأساسية للدخول في عالم اللغة الطبية الواسع.

اتباع دورة خاصة باللغة الطبية ليس أساسياً والكثير من الأطباء والطبيبات تعلموا اللغة الطبية من خلال الدراسة الذاتية

حين تدخل إلى المستشفى وأنت تعرف المصطلحات الطبية الأساسية فسيسهل ذلك عليك فهم الكلام بشكل كبير، عوضاً عن أن تتوقف عند كل كلمة وكل تعبير طبي أثناء الكلام، ويصاب الأطباء بالملل أثناء حديثهم معك لأنك لا تفهم!

ومن خلال وجود معرفة سابقة بالمصطلحات الطبية فإن الهوسبيتاتسيون سوف يشكل فرصة ذهبية لك للتدرب على استخدام هذه المصطلحات في الكلام عوضاً عن تعلمها للمرة الأولى.

تقنيات ممارسة وتحسين اللغة العامة خلال الهوسبيتاتسيون

كما ذكرت لك أعلاه، فإن غايتك الأساسية من الهوسبيتاتسيون هي تحسين لغتك الألمانية العامة وقدرتك على الاستماع والفهم وكذلك على الحديث. في الفقرات التالية سأقدم لك عدة تقنيات تساعدك على تحقيق هذه الغاية.

فتح الأحاديث الشخصية

على عكس ما هو متداول، يحب الألمان الأحاديث الشخصية ويجدونها ودودة. إنهم يركزون دون شعور على يفعلونه أثناء العمل، ولكن حين يتم فتح أي موضوع جانبي خارج مجال العمل فستجدهم يرحبون بالحوار (حين يسمح الوقت والظروف بالطبع). ويمكنك الدخول إلى قلوبهم بسهولة من خلال سؤالهم عن حياتهم وإبداء الاهتمام بهم.

يفضل أن تختار وقتاً مناسباً لفتح مثل هذه الأحاديث بحيث يكون الطرف الآخر مرتاحاً وليس لديه ضغط في الوقت أو العمل، مثلاً في غرفة الأطباء أو خلال استراحة الطعام أو في الفترات الفاصلة بين العمليات.

الحديث مع الجميع في القسم لتحسين اللغة الألمانية
شخصياً كنت أتجول مع الموظفة المسؤولة أثناء توزيع الطعام على المرضى، وتعلمت الكثير عن أسماء المأكولات والتعبير اللغوي الخاص بالطعام من الأحاديث بينها وبين المرضى. صدقني، سوف تتفاجأ من التعابير التي سوف تتعلمها في هذا المجال. كل ذلك سيساهم في تحسين ذخيرتك وطلاقتك اللغوية بدون أن تشعر.
Image credit: Envato Elements License

ويمكنك أن تتحدث مع أي شخص كان: طلاب الطب، الأطباء المقيمون أو الاختصاصيون، الممرضات، الموظفين والإداريين، عمال النظافة. أي شخص يفي بالغرض والمهم أن تتحدث وألا تبقى صامتاً. الأطباء المقيمون مشغولون للغاية في معظم الأحيان وقد لا يجدون الوقت للحديث معك، ولذلك عليك أن تبحث عن أشخاص آخرين.

اذهب إلى الممرضات واسألهن إن كن يحتجن إلى أي مساعدة، وأثناء ذلك افتح معهن أي حديث. بالمناسبة، الممرضات ينزعجن من الطبيب الجديد الذي لا يتحدث معهن! وهذا ما سمعته كثيراً من قبل. حتى لو لم تكن واثقاً من لغتك بعد، بادر بالحديث مع الممرضات في عدة أوقات في اليوم.

ما هي الأمور التي يمكن التحدث بها؟

السؤال الأسهل الذي يمكنك أن تبدأ به بالحوار مع أي شخص في المستشفى هو التالي: منذ متى تعمل هنا؟ هل أنت دائماً في هذا القسم أم عملت في مكان آخر؟ يمكنك طرح أسئلة حول طبيعة العمل: هل تعمل بدوام كامل؟ هل تجد العمل مرهقاً؟

طبعاً معظم الناس يحبون التحدث عن أنفسهم وستجد أن الطرف الآخر سوف يسترسل غالباً في الحديث، وقد لا تفهم الكثير مما يقول ولكن عليك أن تمضي في المحادثة.

إذا كانت الظروف تسمح يمكنك الاسترسال في الأسئلة الشخصية: هل أنت من هذه المدينة؟ هل لديك عائلة؟ هل لديك أولاد؟ قد يقول بأنه يعيش مع صديقه/صديقته وهذا أمر طبيعي في ألمانيا. لا تعلق على الموضوع وتابع الحديث بشكل عادي جداً. وستمضي المحادثة عادة حيث لا تدري!

اكسر حاجز الخجل ولا تنتظر الآخرين ليسألونك عن نفسك وإنما بادر أنت بالسؤال عنهم

طبعاً المرحلة التالية ستكون بالطبع معاكسة تماماً: سيبدأ هو بطرح الأسئلة وأنت ستجيب، وهنا تأتي فرصتك الذهبية في ممارسة قدراتك اللغوية الفذة! عليك أن تتحدث عن نفسك وتجيب على أسئلته بشكل واضح وبطريقة مفهومة وصحيحة.

ونظراً لأن هذا السيناريو سيتكرر لمرات كثيرة في المستشفى (حسب نشاطك في فتح الأحاديث) فسوف تتحسن ثقتك بنفسك وطلاقتك بالكلام بشكل سريع خلال بضعة أيام من التواجد بين الألمان.

الحوارات مع الأطباء

ستكون معظم حواراتك في المستشفى مع الأطباء، وخصوصاً إذا قرر رئيس القسم أن يكون أحد الأطباء في القسم مسؤولاً عنك حيث ستكون معظم أحاديثك مع هذا الطبيب بالذات.

بالمناسبة هذا الأمر نادر وغالباً لن يتم فرزك مع أي طبيب، وبذلك ستكون حر الحركة. وهنا يمكنك بناء علاقات مع جميع الأطباء في القسم. وكما ذكرت لك في الفقرة أعلاه فإن عليك أن تبادر أنت دائماً بالسؤال.

وبالإضافة إلى الأسئلة الشخصية المذكورة أعلاه فهناك الكثير من المواضيع التي يمكن فتحها مع الأطباء، ليس بهدف المعلومات نفسها ولكن فقط لفتح الأحاديث، فأنت هنا لممارسة اللغة وتحقيق الأهداف الثلاثة التي ذكرتها لك أعلاه.

ومن الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على الأطباء: لماذا اخترت هذا الاختصاص؟ هل العمل في هذا الاختصاص جيد في ألمانيا؟ هل تنصحني بالمتابعة فيه؟ كم مناوبة لديك؟ هل تجد المناوبات صعبة؟

الاستفادة من استراحة منتصف النهار لممارسة اللغة
في الكثير من الأقسام يقضي الأطباء استراحة منتصف النهار معاً. وتعتبر هذه الفترة ملائمة جداً لتجاذب أطراف الحديث مع الأطباء والتقرب منهم وتحسين المحادثة واللغة العامة. في أحد الأيام جلست مثل هذا الطبيب مع طبيبة استشارية وأخرى مقيمة وممرضتين وتناولنا الطعام معاً في استراحة منتصف النهار. لا تخجل من لغتك وانطلق بالحديث، فالمهم في النهاية هو التواصل وليس اللغة الصحيحة.
Image credit: produced with Freepik AI

يمكنك أيضاً أن تعود بالزمن إلى الوراء: هل درست الطب في ألمانيا؟ الكثير من الأطباء الألمان درسوا الطب في دول أوروبية أخرى (مثلاً بولندا أو البرتغال) وهم يعرفون بالضبط شعور الأجنبي في بلاد لا يعرف لغتها بشكل جيد.

ولذلك إذا عثرت على طبيب درس الطب خارج ألمانيا فسيكون عادة ودوداً أكثر من غيره لأنه مر بنفسه بهذه التجربة وسيكون منفتحاً أكثر على الأجانب مقارنة بالطبيب الذي عاش كل حياته في ألمانيا.

الخجل نادر جداً في المجتمع الألماني والألمان قد لا يستوعبون بأنك "خجول" وإنما قد يعتقدون أنك انطوائي أو فوقي، لذلك يفضل أن تتحدث وتخطئ على أن تبقى صامتاً!

طبعاً بالإضافة إلى كل ذلك فهناك الكثير من المواضيع الطبية حول حالات المرضى، والتي يمكنك فتح حوارات حولها ومناقشة الأطباء حولها. ومن الاستراتيجيات الشريرة التي كنت أتبعها هي أنني كنت أسأل عن أشياء طبية أعرفها مسبقاً (وأحياناً أكثر من الشخص الذي أسأله) ولكنني كنت أسأل عنها لمجرد فتح الحديث واستخدام المصطلحات الطبية الألمانية في الحوار، خاصة وأنني أعرف الإجابة مسبقاً وبالتالي لن أعاني من صعوبة في فهم الإجابة.

ولذلك ذكرت لك أعلاه أن وجود مستوى لغوي متقدم ومعرفة باللغة الطبية ستعطيك فائدة أكبر بأضعاف مضاعفة مما لو كان مستواك اللغوي لا يزال متواضعاً، لأنك ستستفيد من وجودك في المستشفى لتحسين طلاقتك في الكلام وتحضير نفسك بشكل فعال للامتحانات القادمة وللبدء بالعمل في ألمانيا، وليس لتعلم مفردات أو قواعد اللغة الألمانية، فالمستشفى ليست معهد لغة وإنما مكان للحياة والعمل.

هل يمكن ممارسة اللغة في غرفة العمليات؟

بالتأكيد! قد تتسنى لك الفرصة للمساعدة في العمليات الجراحية حين يكون الهوسبيتاتسيون في قسم جراحي. ويقول البعض بأن البقاء في العمليات لا يسمح بتطوير اللغة أو ممارستها. أما أنا فأعتقد أنه يمكنك فعل الكثير للتحدث والإصغاء في العمليات.

في كل قسم جراحي يتم في اليوم السابق تحديد برنامج العمليات وطاقم العملية لليوم التالي، وبذلك يمكنك أن تعرف فيما إذا كنت ستساعد في العمليات في اليوم التالي أم لا. ويمكنك دائماً سؤال الأطباء إن لم تكن تعرف.

أولاً عليك أن تعرف ما هي العمليات المقررة على البرنامج أو التي ستساعد فيها في اليوم التالي. حضر العمليات المقررة وحاول أن تقرأ تشريح المنطقة بالألمانية في مساء اليوم السابق. هناك الكثير من المصورات التشريحية بالألمانية على الإنترنت وكل ما عليك فعله هو بعض البحث على غوغل.

عليك أيضاً أن تحضر عدداً من الأسئلة حول خطوات العملية وتكتبها مسبقاً وتحفظها. يمكنك أثناء العملية طرح الكثير من الأسئلة: ما الذي تفعله الآن، ولماذا فعلت هكذا، ولماذا لم تفعل هكذا؟ وما الذي تفتحه هنا؟ وهل يمكننا رؤية الشريان الفلاني في هذا المكان؟ إلى آخره من الأسئلة.

الاستفادة من استراحة العمليات لتحسين اللغة الألمانية
تعتبر الاستراحة بين العمليات فرصة ممتازة للحديث مع الأطباء. في إحدى المرات توجب علينا الانتظار لنصف ساعة بين عمليتين. جلست مع الطبيب الاختصاصي في غرفة الاستراحة، شربنا القهوة وأخبرته بقصة حياتي! كانت فرصة ممتازة للحديث والتدريب.
Image credit: Envato Elements License

يحتاج ذلك طبعاً إلى الاطلاع المسبق على طريقة إجراء العملية وكذلك معرفة المصطلحات، وهنا تكمن أهمية التحضير في اليوم السابق (أو حتى قبل العملية مباشرة إن كان لديك وقت ولم تكن العملية هي الأولى على القائمة).

ولا تقتصر على الأسئلة الجراحية وإنما انتقل إلى الأسئلة المتعلقة بقرار إجراء العملية (وهو غالباً ما يهمك في الامتحانات القادمة). على سبيل المثال: لماذا تم اختيار العلاج الجراحي في هذه الحالة؟ وهل حصل المريض على علاج آخر مسبقاً؟ وهل هناك خيارات علاجية أخرى في هذه الحالة؟

تأكد أن معظم الجراحين يحبون طرح الأسئلة عليهم طالما سألت في وقت مناسب. تجنب الأسئلة في المراحل الصعبة والحساسة من العملية حين يعمل الجراح بحذر وهدوء. الوقت الأفضل للسؤال هو حين يتحدث الآخرون أثناء العملية، وهذا يعني أن الوقت مناسب.

بهذه الطريقة يمكنك أن تفتح مناقشات طويلة أثناء العملية وتتدرب على استخدام المصطلحات الطبية في الكلام. وحين تساعد جراحاً آخر في يوم آخر ولكن في نفس العملية فيمكنك أن تعود إلى الصفر وتطرح نفس الأسئلة حتى ولو كنت تعرف الإجابات، فالغاية هي الكلام والحوار وليست المعلومات.

التكرار هو أفضل وسيلة على الإطلاق لتثبيت المعلومات والمصطلحات الطبية. وبهذه الطريقة يمكنك أن تمسح معظم الأمراض الجراحية في التخصص الموجود فيه وتنهيها بشكل كامل تحضيراً لامتحاناتك مع التدريب العملي على الحوار.

الحديث مع المرضى

معظم المستشفيات لا تسمح للأطباء الذين يقومون بإجراء الهوسبيتاتسيون في ألمانيا بلمس المريض، فأنت مجرد مراقب ترى وتسمع وتشاهد، وغالباً لن يسمح لك حتى بالإجراءات البسيطة (مثل سحب الدم أو فتح الأوردة).

ولكن هذه القوانين يتم تجاوزها في الكثير من المستشفيات، وعليك في النهاية التزام تعليمات رئيس القسم، فهو في النهاية مسؤول عنك. ويفضل أن تسأله في اليوم الأول عما يسمح لك (وما لا يسمح لك) بإجرائه. ولكن طبعاً لا يوجد أي مانع من الحديث مع المرضى، بل إن ذلك يعتبر من أفضل وسائل تحسين اللغة في هذه المرحلة.

ما الذي ستفعله؟ حين كنا نمر على المرضى في الجولة أو الزيارة الصباحية كنت أراقب المرضى بعناية بحثاً عن المريض المناسب: المريض الودود الذي يتحدث بلهجة مفهومة وببطء (في الحالات النموذجية هذا المريض هو سيدة مسنة) وربما لديه الكثير من الأسئلة التي لم يجب الأطباء عليها بسبب ضيق الوقت.

الاستفادة من الحديث مع المرضى في تحسين اللغة الألمانية
لن تتوقع كم سيرحب الكثير من المرضى بالحديث معك، خصوصاً حين تبدي استعداداً للاستماع إليهم. الكثير منهم يريدون فقط شخصاً يتحدثون إليه ويطرحون عليه الأسئلة.
Image credit: produced with Freepik AI

بعد انتهاء الجولة أو حين لا يكون هناك عمل كنت أعود للتحدث مع هذا المريض، سواءً في غرفته أو حين أجد المريض يتجول في الممر. يمكنك فتح الأحاديث بمنتهى السهولة: أنا فلان الفلاني طبيب متدرب في المستشفى، هل يمكنني التحدث معك قليلاً؟

معظم المرضى يحبون الحديث عن أنفسهم وتكرار قصتهم لعدة مرات. يمكنك السؤال عن القصة المرضية أو عن مواضيع عامة مثل تلك التي ذكرتها أعلاه. يمكنك السؤال عن العائلة فالكثير من المسنين يعيشون لوحدهم أو في دور المسنين ويشعرون بالأسى لأن عائلاتهم تعيش في مناطق بعيدة عنهم. سيجدون من اللطيف وجود شخص يتحدثون له عما يشعرون به في هذا العمر.

سوف تتفاجأ: الكثير من المرضى لن يتوقفون عن الكلام! حاول فهم المصطلحات والتعابير المختلفة التي يستخدمونها واكتبها في كراستك الشخصية حتى تستخدمها بنفسك في محادثاتك الكثيرة في اليوم التالي.

في كل يوم ابحث عن مريض واحد جديد على الأقل لفتح الأحاديث معه

طبعاً إن كانت لدى المريض أسئلة طبية معينة فهي فرصتك الذهبية لممارسة اللغة الطبية! حاول أن تقابل أسئلته أيضاً بأسئلة عن تاريخه المرضي بهدف التدرب. أجب على ما تعرفه وأخبر المريض أنك ستسأل الأطباء الأكثر خبرة عن إجابات الأسئلة الأخرى. إنها فرصة ذهبية للعودة إلى المريض وفتح الأحاديث مرة أخرى!

حسب القسم الذي ستكون موجوداً فيه، فهناك فرص غير محدودة للحديث مع المرضى، مثلاً في قسم الإسعاف أو في العيادات. يمكنك حتى بعد عدة أيام أن تأخذ بعض المهام البسيطة عن الأطباء المقيمين، مثل أخذ القصة المرضية وتوثيق المعلومات في ملف المريض، وسيكونون ممتنين لك!

قد لا يقوم الأطباء بإرسالك إلى قسم الإسعاف. ولكن كن مبادراً واطلب منهم -إن كان الوقت يسمح- أن تشارك في العمل في قسم الطوارئ وتساعد الأطباء هناك، فهي فرصة ذهبية لممارسة اللغة والقيام ببعض الأمور.

لا تسئ فهمي، ولكن ابتعد عن الأطباء العرب!

للأسف يتوجب عليّ أن أنبه إلى هذه الناحية لأن الكثير من الزملاء يقعون في هذا الفخ. حين يكون هناك طبيب عربي في القسم تجده يبقى مع هذا الطبيب ويضيع وقته بالحديث بالعربية، وهو أسوأ ما يمكن أن تفعله في الهوسبيتاتسيون.

حاول دائماً أن تبتعد عن الأطباء العرب (أو الذين يتحدثون معك بالعربية) وأن تبقى ملاصقاً لمن يتحدث الألمانية: إما الأطباء الألمان أو الطبيب العربي الحريص على أن تتعلم اللغة، وبالتالي يتجنب الحديث معك بالعربية.

إذا كنت مضطراً للبقاء مع الأطباء العرب (بسبب كثرة عددهم كما هو الحال اليوم في الكثير من الأقسام!) فاطلب منهم الحديث معك بالألمانية فقط لأنك تريد أن تحسن لغتك. حين تتحدث معهم بالعربية فمن الطبيعي أنهم سيردون عليك بالمثل، ولذلك بادر أنت بالحديث معهم بالألمانية وسيتابعون معك بالألمانية.

وإياك طبعاً أن تتحدث بالعربية مع هذا الطبيب بوجود شخص ثالث ألماني يسمع الحوار (سواءً كان طبيباً أم ممرضة أم غير ذلك) لأن هذا يعتبر تصرفاً غير مهذب على الإطلاق.

المواضيع الحساسة

ربما تتعرض في بعض الأحيان لبعض الأسئلة حول مواضيع حساسة سياسية أو دينية. الألمان لديهم فضول حول ما يجري في العالم وما يسمعونه في الإعلام، وربما يريدون سؤالك عن بعض الأمور التي يشاهدونها على التلفزيون.

ولذلك ربما مثلاً يسألونك عن الوضع في بلدك من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو مثلاً النظام الصحي في بلدك أو غير ذلك. وفي هذه الحالة تكون قد سنحت لك أيضاً فرصة جيدة للحديث بغض النظر عن محتوى الحديث.

لست مضطراً لإعطاء آراء شخصية، ويمكنك ببساطة أن تتحدث بشكل عام ومحايد. ومن المفيد أن تحضر بعض الجمل لتقولها في مثل هذه الحالات فمن الصعب أحياناً العثور على الكلمات المناسبة لمناقشة هذه المواضيع.

من المهم جداً أن تعرف بعض المبادئ الأساسية حول حرية المعتقدات والتعبير في ألمانيا حتى لا ترتكب أخطاء في هذا المجال. من الأمور الطبيعية على سبيل المثال أن يعيش الشركاء معاً بدون زواج، أو أن يكون الزواج بعد إنجاب الأولاد، أو المثلية الجنسية مع وجود أولاد، بالإضافة إلى حرية المعتقد الديني، وخصوصاً الإلحاد المنتشر بكثرة في أوروبا في الوقت الحاضر.

على الأغلب أن لغتك لن تساعدك في البداية على مناقشة مثل هذه المواضيع بحرية، ولذلك يفضل دائماً التهرب من مناقشة مثل هذه المواضيع.

تقنيات ممارسة وتحسين اللغة الطبية خلال الهوسبيتاتسيون

بالإضافة إلى تحسين لغتك العامة، فيجب عليك خلال الهوسبيتاتسيون أن تسعى إلى تحسين قدرتك على فهم واستخدام المصطلحات الطبية، على الأقل في المجال أو التخصص الموجود به. سنقدم لك أدناه مجموعة من النصائح العملية حول الأمور التي يمكنك أن تقوم بها لتحقيق هذه الغاية.

اقرأ كل يوم ملفاً واحداً على الأقل

عليك في كل يوم أن تقرأ على الأقل ملفاً واحداً من ملفات المرضى بشكل كامل: وخصوصاً المرضى ذوي الحالات المعقدة الذين مضى على وجودهم في المستشفى فترة طويلة.

معظم المستشفيات في ألمانيا أصبحت تنظم ملفات المرضى بشكل إلكتروني، وفي الباقي تجد معلومات المريض موزعة بين المنصة الإلكترونية والملف الورقي. عليك سؤال الأطباء في القسم عن كيفية الاطلاع بشكل أمثل على ملف المريض.

دراسة ملفات المرضى خلال الهوسبيتاتسيون في ألمانيا
لن تتخيل حجم الفائدة اللغوية والطبية التي ستحصل عليها من خلال اختيار مريض معين ومسح ملفه بشكل كامل. سجل كل ما تعثر عليه من مصطلحات وتعابير جديدة في كراستك الشخصية.
Image credit: Envato Elements License

اقرأ المعلومات المتعلقة بالمريض من بداية قبوله في المستشفى حتى الوقت الحالي، وحاول الاطلاع على نتائج الفحوصات والصور التي أجريت للمريض. اطلع كذلك على أي رسائل أو تقارير قديمة حول حالة المريض حتى تحصل على فكرة كاملة عنه.

أثناء اطلاعك على ملف المريض قم بتحضير بعض الأسئلة وكتابتها لتسأل عنها أحد الأطباء المسؤولين عن القسم. بهذه الطريقة يمكنك استخدام الكلمات والمصطلحات الطبية الجديدة التي تعلمتها من الملف في الكلام والمحادثة.

انتبه جداً إلى موضوع حماية البيانات!

تعتبر حماية البيانات (Datenschutz) من الأولويات الجوهرية في العمل الطبي في ألمانيا: يمنع إفشاء أي معلومات خاصة بالمريض يمكن أن تتيح التعرف عليه وعلى حالته الطبية إلا بعد موافقته.

هذا يعني أن المحافظة على خصوصية الأوراق والتقارير الطبية التي تقع بين يديك هي مسؤوليتك ويجب ألا تصل هذه التقارير لأي طرف آخر مهما كان السبب.

كذلك لا يمكنك الحديث عن حالة المريض لأي شخص كان من خارج المجال الطبي حتى ولو ألح عليك بالسؤال، حتى ولو كان صديق المريض أو أحد أقاربه، إلا بعد أن تسأل المريض وتستأذن منه.

ويفضل حين تقوم بطباعة أي تقارير أو أوراق للاستفادة الشخصية منها أن تستأذن الأطباء المسؤولين وأن تظلل اسم وتاريخ ميلاد المريض باللون الأسود بحيث لا يعود بالإمكان التعرف على صاحب الملف.

إذا اصطحبت التقارير معك إلى المنزل فيمنع رميها في القمامة العادية! هناك تجربة لطبيب رمى عدداً كبيراً من الرسائل والتقارير في حاوية الأوراق بجانب منزله. الموضوع وصل إلى الشرطة!

كل قسم في المستشفى يحتوي على حاوية أوراق خاصة بالتقارير الطبية حيث يتم إتلافها حسب الأصول. يمكنك إعادة التقرير إلى المستشفى أو الاحتفاظ بها لديك إلى أن تعثر على المكان المناسب للتخلص منها في أحد المراكز الطبية.

اقرأ كل يوم خمس رسائل خروج على الأقل

جميع الأطباء دون أي استثناء يجدون صعوبة كبيرة في كتابة رسائل خروج المرضى (Entlassungsbrief)حتى بعد سنوات من بدئهم بالعمل في ألمانيا. والخطوة الأولى في تعلم كتابة رسائل التخريج هي قراءة الكثير الكثير منها بشكل فعال.

عليك في كل يوم أن تقرأ رسائل خروج لخمسة مرضى على الأقل. يمكنك عادة العثور على رسائل التخريج في الملف الإلكتروني للمريض.

اختر مريضاً مسناً ربما يكون قد دخل سابقاً عدة مرات إلى المستشفى لتجد رسائل من أقسام مختلفة وبالتالي تتعرف على مصطلحات أكثر. حاول قراءة الرسائل بهدوء وبشكل مركز واستخرج منها التعابير المهمة والمفيدة وسجلها في دفترك الصغير حتى تستخدمها في المستقبل.

يسمح لك بطباعة الرسالة وحتى اصطحابها معك بهدف الاستخدام الشخصي طالما أنك لا تفشي أي معلومات خاصة بالمرضى

إذا وصلت إلى مرحلة كافية من الثقة فبإمكانك أن تعرض المساعدة على الأطباء المقيمين في كتابة رسائل التخريج البسيطة حيث سيرحبون بذلك حتماً، وسيقومون بالتصحيح لك بعد أن تنتهي من إعداد الرسالة.

أنا فعلت ذلك في الأسبوع الثالث من أول هوسبيتاتسيون أقوم به في ألمانيا. صحيح أنها كانت رسالة فاشلة جداً، ولكنها كانت محاولتي الأولى على أي حال! لم أحتج بعدها إلى الكثير من الوقت لكتابة رسالة جيدة!

في كل يوم اقرأ كل شيء عن أحد الأمراض

الطريقة الأكثر فعالية للدراسة في المجال الطبي هي أن تقرأ في نفس اليوم عن الحالات السريرية التي صادفتها لدى المرضى بحيث تربط مباشرة بين النظري والعملي.

حين تشاهد مرضاً معيناً لدى مريض ما في المستشفى فعليك أن تدرس كل شيء عن هذا المرض باللغة الألمانية في نفس اليوم. من جهة ستثبت معلوماتك ومن جهة أخرى ستطلع على معلومات جديدة ربما تفيدك في الامتحانات القادمة. بالإضافة إلى ذلك ستتعلم المصطلحات الألمانية المتعلقة بهذا المرض.

بالمناسبة، هذه الطريقة فعالة للغاية في أي مرحلة: سواءً لدى طلاب الطب، أو أثناء فترة التخصص، أو حتى بعد إنهاء التخصص والتعمق فيه. أن تعود لتراجع المعلومات المتعلقة بمرض معين بعد مشاهدته في الحياة العملية هي الوسيلة الأفضل لتثبيت المعلومات.

القراءة بالألمانية عن الحالات المرضية في المستشفيات في ألمانيا
الطريقة الأكثر فائدة وفعالية في تثبيت المعلومات الطبية واللغوية هي أن تقرأ مباشرة عن أي مرض تصادفه أو حالة تشاهدها. لا تنس تسجيل ملاحظاتك لمراجعة المعلومات مجدداً حين تشاهد هذه الحالة مرة أخرى.
Image credit: produced with Freepik AI

هناك الكثير من المصادر التي يمكنك القراءة منها عن أي حالة. على سبيل المثال هناك الكثير من المواقع المجانية على الإنترنت مثل DocCheck وWikipedia بالألمانية.

إذا أردت أن تحضر نفسك في الوقت نفسه للامتحانات الطبية فأنا أنصح بكتابي 150 حالة في الباطنة والجراحة (Fallbuch) ومن المفيد جداً أن تبدأ بهما خلال الهوسبيتاتسيون. شرحت كل شيء عن كتب الحالات السريرية في موضوع مفصل على هذا الموقع.

في كثير من الأحيان يمكنك أن تنجز هذه الخطوة في المستشفى حيث غالباً سيكون هناك وقت فراغ خلال اليوم. يمكنك استخدام أجهزة الكمبيوتر في غرف الأطباء (بعد استئذانهم) للدخول إلى الإنترنت والحصول على المعلومات التي ترغب بها. ولا تنسى تسجيل المصطلحات في دفترك الخاص بهدف المراجعة والتكرار.

وهنا يجب أن أشير إلى أن استخدام الجوال قد يعطي انطباعاً سلبياً حتى ولو كنت تبحث عن معلومات طبية. يفضل دائماً الجلوس على المكتب واستخدام أجهزة الكمبيوتر بحيث يشاهد الآخرون ما الذي تفعله.

استفد من الكتيبات الخاصة بالمرضى

في أي مستشفى هناك ثروة لغوية مهمة جداً يجب أن تستغلها، وهي البروشورات والكتيبات الصغيرة الخاصة بالمرضى، بالإضافة إلى نشرات شرح الإجراءات الطبية (Aufklärung)المهمة جداً، والتي سوف تُسأل عنها في امتحان اللغة الطبية.

مثل هذه المنشورات موجودة في معظم الأقسام والمستشفيات (تجدها في غرفة الانتظار أو غرفة الأطباء). وعادة ما تكون لغتها سهلة وتحتوي بشكل خاص على المصطلحات التي يتم التحدث بها مع المرضى، ولذلك فهي مهمة جداً وستفيدك بشكل كبير.

الاستفادة من البروشورات والنشرات الخاصة بالمرضى لتحسين اللغة الألمانية الطبية
في معظم الأحيان سوف تجد في غرف الانتظار الكثير من المنشورات و"البروشورات" الطبية الموجهة للمرضى. لن تصدق كم ستتعلم من مصطلحات جديدة حين تدرسها بشكل كامل. أنا شخصياً تمر عليّ كلمات جديدة حتى اليوم حين أقرأ مثل هذه الكتيبات الصغيرة!
Image credit: produced with Freepik AI

ميزة هذه المطبوعات هي أنها تحتوي على المصطلحات الطبية المستخدمة في اللغة المحكية بين الناس وليس المصطلحات الطبية التخصصية، وبالتالي سوف توسع ذخيرتك اللغوية بشكل كبير وتحضرك بشكل أفضل لامتحان اللغة الطبية.

استأذن الأطباء المسؤولين في الحصول على نسخة من هذه المطبوعات، وادرسها بشكل كامل كلمة كلمة، وراجع الكلمات الجديدة عليك بشكل يومي، وحاول استخدامها في حوارك اليومي مع الأطباء والمرضى.

نصائح أخيرة!

إلقاء السلام والتعريف عن النفس

أن تلقي السلام بشكل دائم وأن تقدم نفسك للآخرين هي أمور مهمة جداً في المستشفيات الألمانية ويجب التأكيد عليها بشكل كبير. كل شخص جديد تلتقي به أو مكان جديد تدخل إليه يجب أن تعرف فيه عن نفسك، يمكنك مثلاً أن تقول:

Hallo, mein Name ist Sara. Ich bin die neue Hospitantin in der Klinik und heute ist mein dritter Tag hier!

أما عدم تقديم نفسك للآخرين فهو يعتبر من قلة الاحترام، حيث سيكون لديهم الفضول لمعرفة من هذا الشخص الذي يقف جانباً أو يمشي معهم في الجولة على المرضى.

كذلك يجب عادة إلقاء التحية على كل شخص تقابله وجهاً لوجه حتى ولو كان مجرد شخص عابر في الممر وليس من طاقم المستشفى. قد يكون من الممكن تجاوز ذلك في المستشفيات الكبيرة والمزدحمة.

ابتعد عن الأحكام المسبقة!

حين تدخل إلى القسم للمرة الأولى فسوف يكون الجميع حذرين في التعامل معك: أنت شخص أجنبي وغريب تماماً بالنسبة لهم، لا يعرفون مستواك اللغوي، لا يعرفون مستواك الأخلاقي، لا يعرفون خلفيتك الثقافية والدينية. لذلك فهم سيتعاملون معك بحذر شديد في البداية، وقد يكون بعضهم جافاً بعض الشيء.

لا تفسر هذا الجفاف على أنه عنصرية أو برود، فهو مجرد حذر طبيعي لا أكثر، وهذا الحذر ستجده لدى معظم الألمان حين يتعاملون مع شخص غريب للمرة الأولى. عليك أن تكسر هذا البرود بنفسك وتبادر أنت للحديث معهم وتثبت أن شخصيتك جميلة ومحببة، ويجب على الابتسامة ألا تفارق وجهك على الإطلاق.

تجنب الأحكام المسبقة عن الأطباء في القسم هو أمر ضروري
الكثير من الأطباء الألمان جديون وصارمون، خصوصاً من هم في المناصب القيادية، سواءً من الذكور أو من الإناث. لا تأخذ الجفاف في التعامل بشكل سلبي وإنما اعتبره جزءاً من الطبيعة البشرية لبعض الناس.
Image credit: Envato Elements License

الثقة بالنفس مهمة جداً ويتحقق ذلك بشكل أفضل من خلال المبادرة بالتواصل مع كل شخص، هذا أمر يحتاج إلى بعض الجهد ولكنه ممكن.

من المهم جداً ألا تطلق أحكاماً مسبقة وألا تأخذ فكرة عن أي شخص بأنه متكبر أو جاف لأن الأحكام المسبقة قد تعيقك عن الاندماج الفعال مع محيطك.

ادرس تصرفاتك بعناية

حين تدخل إلى قسم كبير فيه الكثير من الأطباء فقد تعتقد بأنه لا أحد يراقبك، ولكن العكس هو الصحيح. كل شخص يدخل إلى القسم سواءً كان طالب طب أو طبيب خلال الهوسبيتاتسيون يترك انطباعاً معيناً حتى ولو بقي فترة قصيرة. لذلك عليك أن تدرس تصرفاتك بعناية وتحرص على أن تترك انطباعاً جيداً حتى ولو كنت لا تنوي البقاء في القسم على المدى الطويل.

النقطة الأهم دائماً هي الالتزام بأوقات العمل: عليك الحضور على الوقت وتجنب التأخير مهما كان السبب. في معظم الأحيان سيكون هناك اجتماع صباحي ويجب أن تكون في الاجتماع على الوقت. التأخير سيعطي دائماً انطباعاً سيئاً للغاية.

ثم عليك أن تظهر اهتمامك بكل صغيرة وكبيرة خلال اليوم وتتابع كل شيء عن كثب وتناقش وتطرح الأسئلة. إذا كنت تقف بعيداً وتبدو لا مبالياً فلن يكترث أحد بك، بل سيتم تجاهلك خلال الفترة المتبقية وستقل استفادتك من هذا المكان.

أهمية الالتزام بالقواعد في القسم
من الأمثلة البسيطة جداً على الالتزام بالقواعد الطبية ارتداء القفازات عند التمارس مع الدم أو مفرزات الجسم وتعقيم اليدين بعد كل تماس مع المرضى. التهاون في مثل هذه الإجراءات الروتينية هو دليل غير مباشرة على الاستهتار بسلامة المرضى.
Image credit: Envato Elements License

كذلك حين تتصرف بشكل سيء أو مستهتر أو لا تحترم القواعد المتبعة في المستشفى فإن ذلك سينعكس سلباً على كل الذين سيأتون من بعدك، والعكس بالعكس.

حين قمت بأول هوسبيتاتسيون لي في ألمانيا أخبرتني الممرضات أنه كان هناك طبيب سوري قبلي في القسم وأنه كان لطيفاً ومحترماً جداً. إن الانطباع الذي خلفه هذا الطبيب وراءه قد أثر عليّ بشكل إيجابي وجعلهم يتقبلونني بشكل أفضل: السوريون جيدون. وأنا بدوري حاولت أن أحافظ على هذا الانطباع، بل وأن أعززه أكثر.

تأكد أنك إذا خرقت هذه السلسلة فسوف تذهب حتماً في يوم من الأيام إلى مكان ما حيث يقول لك أحدهم: لقد كان لدينا شخص من هذا البلد وكان سيئاً للغاية فهل أنت مثله؟ لذلك لا تكن حجر الدومينو الذي يُسقط الأحجار الأخرى.

لا تنس الهدايا في اليوم الأخير

الهدايا البسيطة تعني الكثير في المجتمع الألماني وتعطي انطباعاً إيجابياً للغاية عن ثقافتك وتهذيبك. لا حاجة للهدايا في بداية الهوسبيتاتسيون، ولكن من اللطيف أن تحضر شيئاً في اليوم الأخير إن كانت مدة الهوسبيتاتسيون قصيرة (شهر أو شهرين).

إذا كانت فترة الهوسبيتاتسيون طويلة جداً (مثلاً عدة أشهر، ولو كان ذلك نادراً في الوقت الحالي)، فمن اللطيف أن تحضر شيئاً بسيطاً للعاملين في القسم كل شهر أو شهرين.

إحضار هدية في نهاية فترة الهوسبيتاتسيون في ألمانيا
الهدية المفضلة في ألمانيا هي أن تقوم بنفسك بخبز أي نوع من الحلويات وتضعه في طبق كبير على الطاولة في غرفة الممرضات أو الأطباء. لا تنس إضافة بطاقة صغيرة تشكر فيها الجميع وتكتب اسمك في الأسفل.
Image credit: produced with Freepik AI

كنت يومياً أشرب القهوة وأتناول البسكويت والشوكولا في غرفة الطعام الخاصة بالقسم، وذلك بعد دعوة رئيسة التمريض التي كانت لطيفة جداً. في اليوم الأخير من الهوسبيتاتسيون أحضرت معي علبة قهوة وعدة علب من البسكويت مع بطاقة شكر صغيرة. كانت ممتنة جداً لذلك!

والعادة الدارجة في ألمانيا هي أن تكون الهدية رخيصة، بعض المأكولات الخفيفة بحدود 15-20 يورو وليس أكثر من ذلك. يمكنك تركها في غرفة الأطباء أو غرفة التمريض مع بطاقة صغيرة ليعرفوا من أحضرها.

لا تعوّل على المستشفى فيما يتعلق بعملك الأول

الكثير من الزملاء وقعوا في هذا الخطأ واعتمدوا بشكل كلي على المستشفى التي يقومون بعمل الهوسبيتاتسيون فيها أملاً بالحصول على عمل فيها في المستقبل. وبعضهم تفاجؤوا أن رئيس القسم قام بتوظيف طبيب آخر جاء فجأة من الخارج.

لا بأس بأن تدرس الوضع في القسم من البداية وأن تسأل رئيس القسم فيما إذا كانت لك فرصة لديه في المستقبل، والكثير من الزملاء تابعوا العمل في نفس المكان الذي بدؤوا فيه. اقرأ المزيد عن كيفية الحصول على مكان للاختصاص في مقالة الدخول في نظام التخصص في ألمانيا.

ولكن لا تعول بشكل كامل على ذلك وحاول دائماً البحث عن فرص عمل في أماكن أخرى والمراسلة أثناء وجودك في الهوسبيتاتسيون، ومنذ الأسبوع الأول إذا وجدت أنه لا فرصة لك في هذا المكان. وابدأ دائماً بالبحث في الأقسام التي فيها نقص أو التي تنشر إعلانات على موقع المستشفى أو مواقع التوظيف. ليكن لديك دائماً الخطة (أ) والخطة (ب) والخطة (ج).

تجنب النميمة!

النميمة شائعة جداً في المجتمع الألماني: أن يأتي شخص ويتحدث عن شخص آخر أمامك أو أمام الجميع. قد يكون ذلك منتشراً جداً في القسم الذي تذهب إليه بحيث تعتقد بأن ذلك طبيعي وتقوم بالمثل.

لا تنتقد أي شخص أمام أي شخص على الإطلاق. وتأكد أن كل ما تقوله يمكن أن يُنقل ويصل إلى صاحب العلاقة. احتفظ بملاحظاتك السيئة لنفسك.

وبالتأكيد ستكون لديك ملاحظات سلبية في البداية لأنك ستعاني من صعوبة في التعامل مع بعض الأشخاص في القسم. تجنب تماماً أن تتحدث عنهم بأي سوء أمام الآخرين.

حاول عوضاً عن ذلك أن تمتدح الأشخاص في غيابهم بحيث يصل كلام إيجابي على لسانك. حتى ولو كان شخص معين جافاً أو بارداً معك، حاول أن تتعمد اختلاق الأحاديث معه وأن تتكلم عنه بشكل إيجابي في غيابه.

في الواقع معظم الألمان لطفاء وخدومون عند التعرف عليهم عن قرب وعليك أن تكسب ودهم. ويعتبر المديح أو الثناء من الاستراتيجيات المفيدة التي تنعكس عليك بشكل إيجابي وتجعلهم يهتمون بك أكثر.

أظهر لهم دائماً أنك مهتم بهم ومعجب بهم، ولا تبخل بعبارات الإطراء في السياق المناسب: هذا العمل ممتاز، أنت تكتب الرسائل بطريقة رائعة، أنت تتحدث مع المرضى وتشرح لهم أفضل من الكثير من الأطباء الذين رأيتهم سابقاً، طريقتك في إجراء العملية أنيقة جداً. سوف تكسب ودهم بسهولة وبشكل سريع.

وحين تبني علاقة قوية مع أي منهم فيمكنك دائماً الاستعانة به بشكل أو بآخر: أتمنى أن تصحح لي أخطائي اللغوية أثناء الكلام وسأكون مسروراً لو ساعدتني بذلك، هل يمكنك أن تصحح لي لفظ هذه الكلمة، كتبت سيرتي الذاتية بالألمانية ولا أعرف إن كنت تستطيع تصحيحها لي في عطلة نهاية الأسبوع، الخ. حين تطرح ذلك بالشكل المناسب فستجدهم دوماً جاهزين للمساعدة.

الاستفادة الطبية

في النهاية لا بد من التنويه لموضوع الاستفادة الطبية من الهوسبيتاتسيون تحضيراً للمرحلة اللاحقة. يرتبط ذلك بما سوف يسمح لك بإجرائه خلال فترة وجودك في المستشفى.

على سبيل المثال قد يسمح لك بالمساعدة في سحب الدم وتركيب القثاطر الوريدية، وفي هذه الحالة ستكون تلك فرصة كبيرة للتدرب على هذه المهارات تحضيراً لمرحلة البدء بالعمل لاحقاً.

تعلم المهارات الطبية خلال الهوسبيتاتسيون في ألمانيا
الهوسبيتاتسيون هو ليس فقط فرصة لتعلم قراءة الصور الشعاعية، وإنما وسيلة مهمة جداً لتعلم المصطلحات المستخدمة في وصف الصور والحديث عنها. سجل كل ما تسمعه واسأل دائماً عن كيفية وصف نتائج صور الأشعة. سوف تكون مجبراً على وصف الصور الشعاعية بطلاقة في امتحان التعديل، ليس فقط من الناحية الطبية وإنما أيضاً من الناحية اللغوية.
Image credit: Envato Elements License

يمكنك كذلك التدرب على الكثير من المهارات التي قد تتعرض لها في امتحان التعديل، مثل قراءة تخطيط القلب الكهربائي وقراءة الصور الشعاعية. المعلومات متوفرة في كل مكان والصور والتقارير ستكون متوفرة في المستشفى. عليك فقط أن تطبق وتتدرب وتطلب المساعدة من الزملاء عند الحاجة.

في النهاية نعتقد بأن الفائدة الطبية من الهوسبيتاتسيون يجب ألا تطغى أبداً على أولوية تحسين اللغة. معظم حالات الرسوب في امتحان اللغة الطبية سببها اليوم ضعف اللغة العامة وافتقار الطبيب إلى الطلاقة اللغوية، وهذا ما يجب أن تعمل عليه.

الخلاصة

قدمنا في هذا المقال خارطة طريق للتصرف خلال فترة الهوسبيتاتسيون للأطباء الجدد في ألمانيا، بالطبع مع اختلاف السياق من تخصص لآخر ومن قسم لآخر.

صحيح أنك ستتمكن خلال فترة الهوسبيتاتسيون من التعرف على النظام الصحي في ألمانيا وتعلم الكثير من الأمور التي لا تعرفها، إلا أن غايتك الرئيسية في هذه المرحلة هي تحسين لغتك العامة ومصطلحاتك الطبية، وبالذات الفهم والكلام بطلاقة، وهذه الأمور هي التي يجب أن تركز عليها خلال هذه الفترة.

مساحة إعلانية

إذا كانت لديكم المزيد من التساؤلات حول هذا الموضوع فيمكنكم طرحها على صفحات التواصل الاجتماعي. إذا كان لديكم أي تصحيح أو تحديث للمعلومات المذكورة في هذه المقالة فنرجو التواصل معنا مباشرة.

إن المعلومات المقدمة على هذه الصفحة هي معلومات إرشادية بهدف التثقيف والتوجيه. تبذل إدارة الموقع جهدها لنشر معلومات موثوقة وحديثة مدعمة بالمصادر اللازمة. ولكنها في الوقت نفسه غير مسؤولة عن أي أخطاء أو نقص في المعلومات، أو أي تغييرات أو تعديلات يمكن أن تطرأ عليها، أو أي نتائج يمكن تترتب على استخدام هذه المعلومات بأي شكل من الأشكال. للمزيد من المعلومات انظر صفحة إخلاء المسؤولية.
DMCA Protected إن المادة العلمية والصور والميديا الموجودة في هذه المقالة محمية بشكل كامل بموجب قوانين الملكية الفكرية. يمنع نسخ أو نقل المعلومات إلى أي موقع آخر إلا من خلال الاقتباس العلمي المتعارف عليه. ومن خلال اتفاقيتنا مع شركة DMCA العالمية فسوف يتم إشعارنا بأي إعادة استخدام غير مشروعة للمواد الموجودة على هذا الموقع، الأمر الذي يمكن أن يعرضكم للمساءلة القانونية. للمزيد من المعلومات انظر صفحة حقوق النشر.