في هذه المقالة سوف أقدم لكم صورة كاملة حول خطوات السفر إلى ألمانيا للأطباء بهدف التخصص، وذلك من خلال شرح الخطوط العامة والخطوات الأساسية والأوراق المطلوبة.
هذا الموضوع موجه لكل طبيب لا يزال يخطط للسفر إلى ألمانيا بهدف التخصص والعمل، كما أنه يحتوي على معلومات مفيدة للأطباء الذين وصلوا للتو إلى ألمانيا والذين لا يزالون يستكشفون طريق التعديل.
المعلومات لا تختلف بالنسبة للأطباء البشريين أو أطباء الأسنان أو الصيادلة، فالخطوات واحدة وآلية التقدم بطلبات التعديل وطلبات التأشيرة لدى السفارات الألمانية لا تختلف بالنسبة للتخصصات الطبية.
ننوه بأن هذه المقالة هي جزء من سلسلة شاملة عن نظام التخصص الطبي في ألمانيا. لفهم المصطلحات والأفكار التي سنذكرها في هذه المقالة لا بد أولاً من الاطلاع على المقالات السابقة.
مقدمة: لا يوجد تسلسل يصلح للجميع!
الخطوات الأساسية من التأشيرة حتى الترخيص الدائم
تداخل خطوات العمل
الاختلافات الممكنة في خطوات السفر
الاختلافات الممكنة في خطوات التعديل
الخطوات والأوراق المطلوبة في كل مرحلة
الخلاصة
أنا أعرف أن العنوان جذبك: تسلسل خطوات السفر إلى ألمانيا. ربما فكرت: "من خلال هذه المقالة سأعثر على خطوات واضحة أستطيع من خلالها السفر إلى ألمانيا". يؤسفني أنني قد أخيب أملك بعض الشيء.
للأسف أن ألمانيا هي بلد اللاقاعدة: لا توجد قواعد ثابتة تنطبق على الجميع، ولا توجد حالة مثل الأخرى. لكل طبيب تجربته المختلفة وطريقه المختلف.
لذلك عند الحديث عن خطوات السفر إلى ألمانيا، فلا يمكن وصف خطوات ثابتة وتسلسل مطلق ينطبق على الجميع، فالموضوع ببساطة غير ممكن. سوف تسألني لماذا؟
هناك الكثير من الأسباب. لنتوقف مثلاً في المحطة الأولى، ألا وهي السفارة الألمانية: تختلف الأوراق المطلوبة ومعايير القبول بين السفارات الألمانية من بلد لآخر، وحتى من موظف لآخر في نفس السفارة.
أحياناً يقدم طبيبان نفس الأوراق تماماً، يُقبل الأول ويُرفض الآخر. نعم، لقد حدث ذلك. أو ربما يحصل الأول على التأشيرة خلال شهرين. أما الثاني فيبقى بين أخذ ورد واستدراك للنواقص والطلبات المختلفة التي تأتيه تارة من ألمانيا وتارة من السفارة، ولا يحصل على التأشيرة إلا بعد أن تنقضي سنة كاملة على تقديم الطلب.
عوامل أخرى كثيرة تلعب دورها في المراحل اللاحقة: اختلاف الإجراءات المتبعة بين الولايات الألمانية، واختلاف المتطلبات حسب شهادات الطب من البلدان المختلفة، واختلاف تفسير الموظفين للقوانين وطلباتهم من الأطباء، والكثير غير ذلك.
لذلك ما أريد قوله من خلال هذه المقدمة البسيطة وقبل أن أخوض في تفاصيل الموضوع هو: كل ما سأذكره في هذه المقالة هو خطوط عريضة ربما تنطبق على جزء من المتقدمين، أما الباقي فربما تكون لديهم قصص أخرى، وطلبات أخرى، ومعاناة أخرى.
لذلك سأذكر لكم في هذا الموضوع التسلسل العام المنطقي مع الأوراق التي تطلب عادة من المتقدمين. وسأحاول في هذا السياق التركيز على الاختلافات التي يمكن أن تشاهد بين حالة وأخرى، خصوصاً في تسلسل الإجراءات وطبيعتها.
وغايتي من هذا الموضوع هي توضيح خارطة الطريق حتى بالنسبة الطبيب الذي لديه خطة واضحة للسفر، فقد تحدث في أي لحظة تغييرات في الإجراءات المتبعة في الولاية أو يحتاج الطبيب لتغيير الخطة المقررة بسبب مستجدات معينة. حدث ذلك كثيراً!
حين يتغير أي شيء في خطتك فسوف يؤخرك ذلك لفترة إضافية ريثما تستدرك الموضوع. ولكن حين تكون لديك صورة إجمالية عن الوضع في كامل ألمانيا وعن جميع الاحتمالات الممكنة وعما حدث ويحدث مع غيرك، فإن ذلك سيعطيك نظرة شمولية ومرونة أكبر في الحركة والتصرف.
قبل أن نناقش الخطوات تأكد أنك تعرف طبيعة الهيئات التي سيتعامل معها الطبيب في ألمانيا والمصطلحات الأساسية المتعلقة بالأوراق والإجراءات. شرحت كل ذلك بشكل مفصل في الفيديو أعلاه ضمن قناتنا على اليوتيوب. أنصحك بمشاهدته قبل متابعة هذه المقالة حتى تفهم الأمور بشكل أفضل.
أعتقد أنني أطلت الكلام.. لندخل الآن في صلب الموضوع!
تخيل لو أن الطبيب ذهب إلى السفارة الألمانية وقال لهم: "أنا طبيب وهذه شهادتي، وأريد أن أسافر إلى ألمانيا للتخصص هناك". يحصل الطبيب على التأشيرة ويسافر إلى ألمانيا، ثم يقوم بجميع الإجراءات اللازمة هناك.
كم هو جميل لو كانت السفارات الألمانية متعاونة بهذا الشكل! ولكن الوضع للأسف ليس كذلك، فالسفارة الألمانية لديها الكثير من الشروط والمتطلبات، بعضها يجب أن تكون من داخل ألمانيا نفسها.
سيرافقنا اليوم في هذه القصة الدكتور أمين الذي يرغب بالسفر إلى ألمانيا للتخصص. سنبدأ بعرض قائمة مبسطة تحتوي على الخطوات الأساسية بدءاً من التحضير للحصول على التأشيرة وحتى البدء بالعمل. القائمة موضحة في الصندوق أدناه.
جميل ومرتب، أليس كذلك؟ ولكن: في كل واحدة من هذه البنود تختبئ الكثير من التفاصيل والاستثناءات. تتداخل الكثير من هذه الخطوات مع بعضها البعض، كما يختلف ترتيبها من طبيب لآخر، بل إن بعضها قد لا يكون ضرورياً أحياناً!
في الفقرات التالية سنشرح الخطوات التي اتبعها الدكتور أمين ببعض التفصيل وسندخل في بعض التعقيدات من خلال توضيح كيفية تداخلها مع بعضها البعض.
أمين طبيب متخرج حديثاً ويريد أن يتقدم للسفارة الألمانية للحصول على تأشيرة 16d. هذه التأشيرة هي أفضل تأشيرة يمكن للأطباء والصيالة الحصول عليها في الوقت الحالي من معظم الدول العربية، وهي تسمح باستكمال تعديل الشهادات والبدء بالعمل.
التأشيرة 16d هي تأشيرة طويلة الأمد تسمح لصاحبها البقاء في ألمانيا لمدة تصل إلى سنة ونصف بهدف تعديل شهاداته والبدء بالعمل. وبالتالي فهي من التأشيرات المناسبة للطبيب، نظراً لأن مدتها تسمح بإتمام الإجراءات اللازمة.
تشمل متطلبات هذه الشهادة توفر شهادة B2 (في حالات استثنائية قد يتم القبول بشهادة B1) بالإضافة إلى وجود البيشايد. وبطبيعة الحال إثبات الدعم المالي من خلال الحساب البنكي المفتوح أو الكفالة المالية من شخص مقيم في ألمانيا.
للمزيد من الشرح حول هذا المواضيع ننصح بالاطلاع على مقالة الهيئات المنظمة لعمل الأطباء في ألمانيا.
أمين تخرج للتو من كلية الطب ويرغب بالسفر إلى ألمانيا. ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن يبدأ بها؟ يرغب أمين أولاً بالتعرف على اللغة الألمانية، فقد سمع من الآخرين أنها صعبة.
بدأ أمين بدراسة اللغة الألمانية في بلده. في البداية عانى من بعض الصعوبات ولكنه تمكن من تجاوز المستوى الأول A1 بنجاح. في الوقت نفسه كان أمين يقرأ كل ما يجده من معلومات عن ألمانيا ويثقف نفسه حول مختلف المواضيع التي يجب أن يعرفها الطبيب.
عند إنهائه للمستوى الأول قرر أمين البدء بمراسلة هيئات التعديل في ألمانيا. كان أمين قد حدد الولاية التي سيسافر إليها، وبالتالي تمكن بسهولة من العثور على الأوراق والاستمارات المطلوبة على الموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة.
السبب في هذا القرار هو أن أمين قد قرأ على الفيسبوك أن هيئة التعديل في الولاية التي يرغب بالذهاب إليها تحتاج إلى وقت طويل لمعالجة الطلب، ولذلك فقد قرر البدء باكراً بالمراسلة.
بالمناسبة فقد وضعنا لكم قائمة بهيئات التعديل في جميع الولايات الألمانية مع الرابط المباشر إلى الصفحة التي تحتوي على الأوراق المطلوبة في صفحة هيئات التعديل.
بعد تحضير جميع الأوراق وتصديقها من بلده وملء الاستمارات وتوقيعها قام أمين بإرسالها إلى صديقه في ألمانيا. قام صديق أمين بترجمة الأوراق إلى الألمانية ثم إرسالها بالبريد إلى هيئة التعديل.
كان أمين خلال هذه الفترة يتابع دراسة اللغة الألمانية، واستطاع في هذه الأثناء الوصول إلى مستوى B2 ونجح في الامتحان في معهد غوته. نظراً لأن أوراق أمين كانت كاملة فقد وصل البيشايد إلى صديقه بالبريد بعد عدة أشهر.
بالإضافة إلى ذلك فقد كان أمين يتابع مواعيد السفارة الألمانية، والتي تحتاج إلى حجز مسبق عن طريق الموقع الإلكتروني للسفارة (أحياناً قبل عدة أشهر من التوقيت المطلوب!). ولذلك فقد قام مسبقاً بحجز موعد في التوقيت المناسب.
بعد حصوله على البيشايد وشهادة B2 قام أمين بتحضير الأوراق الأخرى المطلوبة للسفارة، والتي تشمل مثلاً السيرة الذاتية، ورسالة الدوافع، واستمارة التأشيرة، وإثبات السكن، وغير ذلك من الأوراق (سنذكرها بالتفصيل أدناه).
كما قام بفتح الحساب البنكي المغلق وتحويل المبلغ المالي المطلوب إلى ألمانيا. وحصل بذلك على بيان بالحساب المالي الموجود لديه في ألمانيا، وهو من الأوراق المطلوبة للسفارة.
وكما تشاهد فإن خطوات العمل كانت متراكبة مع بعضها البعض: لم يقم أمين بها واحدة وراء الأخرى وإنما كان يعمل على عدة أصعدة معاً لتوفير الوقت.
فإذاً حصل أمين على التأشيرة ووصل إلى ألمانيا، وعندها بدأ بالمراسلة للحصول على وعد بالعمل أو هوسبيتاتسيون على الأقل. خلال ذلك حصل على دعوة للمقابلة، ولكنه استمر بإرسال الطلبات، فالدعوة لا تعني بالضرورة القبول.
بعد عدة مقابلات تمكن أمين من الحصول على وعد بالعمل من إحدى العيادات. بعد حصوله على الوعد بالعمل قام أمين بإرساله إلى هيئة التعديل لحجز موعد لامتحان اللغة الطبية، وحصل على هذا الموعد بعد عدة أشهر.
خلال فترة المراسلة كان أمين يذهب إلى كورس للغة الطبية، وبعد انتهاء الكورس قام باتباع هوسبيتاتسيون تحضيراً لامتحان اللغة الطبية. وبذلك فإن الخطوات التي قام بها في ألمانيا تراكبت مع بعضها البعض أيضاً وقام أمين بإجرائها في الوقت نفسه:
أما الخطوات اللاحقة فقد سارت بشكل طبيعي: بعد تجاوز امتحان اللغة الطبية حصل أمين على البيروف (الترخيص المؤقت) وبدأ بالعمل. خلال ذلك تقدم بطلب لتحديد امتحان الأبروباتسيون. وبعد التقدم للامتحان وتجاوزه حصل على الترخيص الدائم.
كان من الرائع لو استطاع جميع الأطباء اتباع نظام واحد. ولكن للأسف فإن الحال ليس كذلك! المشكلة أن هذه الخطوات لا تسير دائماً بهذا الشكل وفيها الكثير من التنوعات.
لماذا يحدث ذلك؟ السبب الأول هو اختلاف أنواع التأشيرات التي يمكن للأطباء الحصول عليها ووجود بعض التفاوت بين السفارات. والسبب الثاني هو وجود فروق مهمة بين الولايات تؤثر على هذا التسلسل، والسبب الثالث هو وجود طرق مختلفة للوصول إلى نفس الهدف.
سندخل مجدداً في التفاصيل وسنعطي الكثير من الأمثلة على هذه الأسباب الثلاثة لتوضيح الفكرة.
في المثال الذي ذكرناه سافر أمين إلى ألمانيا "على مرحلة واحدة". ماذا يعني ذلك؟ بعد حصوله على التأشيرة غادر أمين بلده وبقي في ألمانيا لإتمام الإجراءات إلى أن بدأ بالعمل.
ولكن أحياناً تتاح للطبيب الفرصة للسفر إلى ألمانيا "على مراحل". هذا يعني أن الطبيب يمكن أن يسافر إلى ألمانيا ويقوم بإتمام بعض الإجراءات ثم يعود إلى بلده لبعض الوقت، ثم يتقدم لتأشيرة جديدة ويسافر مرة أخرى. يتحقق ذلك بشكل خاص حين تكون فيزا الشنغن متاحة للطبيب.
فيزا الشنغن هي تأشيرة تبلغ مدتها ثلاثة أشهر على الأكثر وتعطى بهدف الزيارة قصيرة الأمد إلى ألمانيا أو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ومتطلباتها لدى السفارة ليست كثيرة كما هو الحال في التأشيرة طويلة الأمد.
مشكلة فيزا الشنغن هي أنها قد لا تمنح لبعض مواطني الدول العربية، وذلك حتى لا يتقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا. ولكنها لا تزال متاحة للأطباء في الكثير من الدول العربية الأخرى، مما يتيح استثمار هذه النقطة في السفر إلى ألمانيا على مراحل.
لنقل إن الدكتور أمين كانت لديه فرصة للحصول على فيزا الشنغن. أمين تخرج الآن من كلية الطب وبدأ بدراسة اللغة الألمانية. في أثناء ذلك قام بمراسلة أحد معاهد اللغة وحصل على كورس لغة قصير في ألمانيا في المستوى B2 لمدة شهرين.
تقدم أمين بطلب التأشيرة إلى السفارة، وحصل على تأشيرة الشنغن. في هذه الأثناء كان قد أنهى المستوى B1. الآن سافر أمين إلى ألمانيا للقيام بالكورس المخطط له في المستوى B2.
بمجرد وصوله إلى ألمانيا حجز أمين موعداً لامتحان B2 في معهد غوته. قام أمين باتباع الكورس الذي تبلغ مدته شهرين. وفي نهاية هذه الفترة تقدم للامتحان ونجح فيه.
كان أمين قد حضر أوراقه مسبقاً. بمجرد نجاحه في امتحان B2 فقد قام أمين بإرسال جميع أوراقه إلى الهيئة المسؤولة عن التعديل. الغاية كانت الحصول على البيشايد.
نظراً لأن فيزا الشنغن لا يمكن تمديدها لأكثر من ثلاثة أشهر فقد عاد أمين إلى بلده بعد انقضاء الأشهر الثلاثة، فهو لن يستطيع البقاء في ألمانيا لأكثر من ذلك على الرغم من أن أوراقه لم تكتمل بعد.
بعد العودة إلى بلده قام أمين بدراسة اللغة الطبية لوحده (في بعض البلدان قد تكون هناك أيضاً كورسات للغة الألمانية الطبية). وخلال هذه الأثناء كان البيشايد قد صدر في المانيا. قام أمين بإرسال أوراقه من خلال معارفه في ألمانيا لتحديد موعد لامتحان اللغة الطبية.
حصل أمين على الموعد، كما استطاع من خلال أحد أصدقائه الحصول على هوسبيتاتسيون لمدة شهرين في إحدى المستشفيات قبل الامتحان مباشرة. تقدم أمين لفيزا شنغن جديدة لدى السفارة الألمانية وحصل عليها.
الإجابة هي نعم. على الرغم من أن ذلك ليس بالأمر السهل.
إذا كانت أوراقك كاملة، وكان هناك في ألمانيا من يساعدك في إتمام الإجراءات، وحصلت على البيشايد بدون مشاكل، وكان هناك من يساعدك في الحصول على وعد بالعمل من معارفك، فمن الممكن لك حجز موعد لامتحان اللغة الطبية وأنت لا تزال خارج ألمانيا.
ماذا عن التأشيرة؟ حين يتوفر لديك البيشايد ومستوى اللغة الطبية B2 بطبيعة الحال مع توفر موعد لامتحان اللغة الطبية في ألمانيا فإن الحصول على التأشيرة هو في معظم الأحيان أمر روتيني.
على الرغم من ذلك قد تكون هناك صعوبة في ضبط الأوقات، ذلك أن فترة صدور التأشيرة من السفارة الألمانية تتفاوت بشكل كبير، وعلى السفارة أن تمنحك التأشيرة قبل أن يحل موعد الامتحان الخاص بك.
سافر أمين إلى ألمانيا مجدداً حيث قام بإتمام الهوسبيتاتسيون وتحسين لغته العامة والطبية. بعد إتمام الهوسبتاتسيون الذي تبلغ مدته شهرين استطاع أمين التقدم لامتحان اللغة الطبية حسب الموعد المقرر ونجح فيه من المرة الأولى.
أرسل أمين أوراقه إلى هيئة التعديل مباشرة للحصول على البيروف الذي صدر خلال أسبوعين. ولكن أمين موجود في ألمانيا بفيزا شنغن. ولا بد له من مغادرة ألمانيا، فلا يمكن تحويل فيزا الشنغن إلى إقامة عمل. لا بد من الخروج من ألمانيا والتقديم على تأشيرة عمل مرة أخرى.
عاد أمين إلى بلده مجدداً وتقدم هذه المرة إلى السفارة الألمانية بفيزا بحث عن عمل. أمين لديه ترخيص بمزاولة المهنة في ألمانيا وهو قادر على العمل فوراً. منحته السفارة هذه الفيزا بشكل سريع.
فيزا البحث عن عمل (Visum zur Arbeitsplatzsuche)هي تأشيرة متوسطة الأمد تعطى للأشخاص الجاهزين تقريباً للعمل في ألمانيا بهدف البحث بشكل شخصي عن وظيفة مناسبة ثم البدء بالعمل.
تبلغ مدة هذه الفيزا ستة أشهر يمكن أحياناً تمديدها. وبسبب هذه الفترة القصيرة فإن مدة التأشيرة لا تكفي عادة لإنهاء إجراءات التعديل. ولذلك فهي لا تمنح للأطباء إلا في حال توفر ترخيص مؤقت أو دائم بممارسة مهنة الطب من خلال التواجد السابق في ألمانيا.
عند الحصول على عقد العمل وتوفر الشروط اللازمة للعمل (وهي ترخيص ممارسة مهنة الطب وإذن العمل كأجنبي في ألمانيا) فإن مكتب الأجانب يقوم بتحويل هذه التأشيرة إلى إقامة عمل بشكل تلقائي.
ومن الحالات الشائعة لمنح هذه الفيزا الأطباء الذين يرغبون بالعودة إلى ألمانيا بعد تركها. إذا كان الطبيب قد عمل سابقاً في ألمانيا وكان يتمتع بوجود الترخيص الدائم، فيمنكه التقدم لتأشيرة البحث عن عمل للسفر إلى ألمانيا والبحث عن فرصة عمل جديدة.
ربما يكون هذا السيناريو مثالياً نوعاً ما، ولكنه ليس مستحيلاً عند التخطيط لكل خطوة بشكل صحيح.
بعض الأطباء لا يرغبون بالبقاء في ألمانيا طوال الوقت والانتظار لفترات طويلة أو يكونون مرتبطين بأمور معينة في بلدهم. ولذلك تكون هذه الطريقة مناسبة لهم بشكل أو بآخر. أعرف بعض الأطباء الذين تمكنوا من إتمام إجراءاتهم على مراحل بهذه الطريقة.
على الرغم من ذلك فإن معظم الأطباء يفضلون القدوم إلى ألمانيا والبقاء فيها حتى البدء بالعمل الأول. ويقومون خلال فترات الانتظار بتحسين مستواهم اللغوي والعملي من خلال الكورسات أو الهوسبيتاتسيون.
بطبيعة الحال يتمتع الأطباء المقيمون في الدول الأوروبية بحرية أكبر في الحركة، مما يتيح لهم إنهاء الكثير من الإجراءات في ألمانيا بدون الحاجة للدخول في تعقيدات التأشيرة والسفارة الألمانية.
على سبيل المثال، يمكن للأطباء الذين لديهم إقامة في دول مجموعة الشنغن (مثل النمسا أو إسبانيا) السفر بحرية إلى ألمانيا والإقامة فيها، ويمكنهم خلال ذلك إتمام جميع الإجراءات اللازمة بدون قيود. وهذا يوفر عليهم كل إجراءات التأشيرة، مثل الحساب البنكي المغلق أو الضمان المالي.
ولا يشترط هنا أن يكون لدى الطبيب جنسية الدولة المقيم فيها، وإنما تكفي أن تكون لديه إقامة في إحدى الدول المبينة باللون الأزرق في الخريطة أدناه.
كما تبين الخارطة أعلاه، فإن التنقل بين دول القارة الأوروبية وألمانيا محكومة بالقواعد التالية:
بالنسبة للأطباء العرب المقيمين في الدول الأوروبية التي لا تنتمي إلى مجموعة الشنغن (مثل رومانيا وجورجيا) فيمكنهم الدخول إلى ألمانيا والإقامة فيها لمدة 90 يوماً على الأكثر كل ستة أشهر، ولكن بشرط أن تكون لديهم جنسية هذه الدول.
أما إذا كانت لديهم إقامة في هذه الدول بدون توفر الجنسية فهم سيحتاجون إلى التقدم إلى التأشيرة من السفارة الألمانية. وعادة ما تمنح التأشيرة في هذه الحالات بشكل روتيني. ولكن عليهم القيام بنفس الإجراءات العامة المذكورة في هذه المقالة.
وتنطبق فترة الدخول لمدة ثلاثة أشهر وبدون الحاجة إلى تأشيرة على مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً، حيث تعتبر الجنسية العربية الوحيدة التي لا تحتاج إلى تأشيرة لدخول ألمانيا. أما الذين لديهم إقامة في الإمارات فيحتاجون أيضاً إلى تأشيرة.
هذا يعني أن الطبيب يمكنه في هذه الحالات المجيء إلى ألمانيا لعدة مرات للقيام بكورسات لغة أو هوسبيتاتسيون أو تقديم الأوراق، كما يمكنه إنهاء امتحان اللغة الطبية بدون الحاجة للتعامل مع السفارة الألمانية.
في النهاية نقدم لكم هذه المقارنة بين التأشيرات المتاحة للأطباء في ألمانيا بناءً على قانون الإقامة الألماني (Aufenthaltsgesetz). طريقة تطبيق القانون قد تختلف من شخص لآخر، ومن بلد لآخر، ومن سفارة لأخرى، ومن ولاية لأخرى، ومن موظف لآخر.
أشير إلى أن التأشيرات الأخرى قد تم شرحها بشكل مفصل في المقالة السابقة حول الهيئات المنظمة لعمل الأطباء والصيادلة في ألمانيا.
تحدثنا في الفقرات السابقة عن الطرق المختلفة التي يمكن أن يصل فيها الطبيب إلى ألمانيا. ولكن ما هي الطرق المختلفة التي يواجهها الطبيب بداخل ألمانيا على طريق التعديل؟ هذا هو موضوع الفقرات القادمة!
ذكرنا في بداية هذه المقالة تسلسل الخطوات العامة التي يتوجب على الطبيب القيام بها. الآن سننظر إلى الموضوع مجدداً من وجهة نظر أخرى، وسنستعرض كيف يمكن لهذه الخطوات أن تتغير حسب وضع الولايات المختلفة.
بعد الوصول إلى ألمانيا تطلب كل ولاية شروطاً مختلفة عن الأخرى. الكلام هنا بشكل خاص هو عن الشروط التي يتوجب على الطبيب تحقيقها حتى يتمكن من تحديد موعد لامتحان اللغة الطبية ثم الحصول على الترخيص المؤقت أو الدائم.
بعض الهيئات تطلب من الطبيب الحصول حتماً على وعد بالعمل (Einstellungszusage)من أي مستشفى أو عيادة داخل الولاية (أحياناً يكفي هوسبيتاتسيون أو براكتيكوم). وبعض الولايات تشترط فقط أن يكون الطبيب مقيماً في هذه الولاية. وهناك ولايات تخير الطبيب بين الاحتمالين الأول أو الثاني.
هذا يعني أن الطبيب يمكن أن يحصل مسبقاً على البيشايد من الولاية، ولكنه لن يتمكن من الحصول على موعد للامتحان إلا بعد تحقيق أحد هذه الشرطين. وكلاهما يستوجب وجود الطبيب في ألمانيا.
إذا كانت الولاية تتطلب فقط إقامة الطبيب فيها فهو سوف يصل إلى ألمانيا ويسجل نفسه كمقيم في هذه الولاية وبعد ذلك يمكنه تقديم أوراقه. بعض الولايات تشترط أن يكون الطبيب مقيماً في هذه الولاية منذ ستة أشهر على الأقل.
حين ينتقل أي شخص للسكن في مكان جديد على الأراضي الألمانية فيتوجب عليه حتماً إعلام السلطات بمكان إقامته الرسمي خلال أسبوعين من الانتقال إلى مكان السكن الجديد. ينطبق ذلك بطبيعة الحال على الأجانب أيضاً، سواءً عند القدوم لأول مرة أو عند كل تغيير لمكان السكن.
حين يصل الطبيب إلى ألمانيا ويستقر مبدئياً في مكان معين فيتوجب عليه الذهاب إلى دائرة تسجيل السكان (Einwohnermeldeamt)في مدينته. وهي عادة مكتب إداري موجود في مبنى البلدية (Rathaus).
يتقدم الطبيب بجواز سفره بالإضافة إلى وثيقة تثبت مكان إقامته الحالي (عادة ورقة من الشخص المؤجر للمنزل أو الغرفة تثبت أن الطبيب قد سكن فيها).
ونظراً لازدحام مراكز التسجيل وتأخر المواعيد لشهرين أو أكثر في بعض منها، فيتم التغاضي حالياً عن ضرورة التسجيل خلال أول أسبوعين. ولكن يجب أن تحصل على موعد وأن تسجل نفسك بالسرعة الممكنة بعد السكن.
وبهذه الطريقة يستكمل عملية التسجيل (Anmeldung)ويحصل من دائرة تسجيل السكان على وثيقة رسمية تثبت مكان سكنه في الولاية. تدعى هذه الوثيقة باسم تأكيد التسجيل (Meldebestätigung)، وهذا نموذج عنها.
فإذاً يسجل الطبيب نفسه في الولاية ويحجز موعداً للامتحان. وبعد الحصول على ترخيص العمل المؤقت يمكنه البدء بمراسلة المستشفيات أو العيادات للحصول على العمل الأول باعتباره يمتلك ترخيص ممارسة المهنة.
أما إذا كانت الولاية تطلب توفر وعد بالعمل فإن الطبيب سيضطر أولاً لمراسلة المستشفيات والعيادات وإجراء مقابلات العمل إلى أن يحصل على الوثيقة المطلوبة، وعندها يتمكن من تقديم أوراقه ثم يتقدم للامتحان ويحصل على الترخيص ليبدأ بعد ذلك بالعمل.
فإذاً هذا التسلسل يختلف من طبيب لآخر حسب الولاية وحسب الإجراءات السابقة التي قام بها الطبيب وحسب الفرص المتوفرة له.
المشكلة هي أن الشروط المطلوبة في كل ولاية تخضع بشكل دائم ومستمر للتغيير والتعديل حسب المستجدات وحسب الحاجة للأطباء على أرض الواقع. ولذلك ينصح دائماً بالاطلاع على هذه الشروط على المواقع الإلكترونية لهيئات التعديل في ألمانيا.
يمكنك معرفة ذلك من خلال الهيئة المسؤولة عن التعديل الطبي في الولاية. وضعنا لكم روابط لجميع الهيئات في جميع الولايات في صفحة الهيئات المسؤولة عن تعديل الشهادات الطبية في ألمانيا.
للحصول على فكرة عامة عن الشروط والمستجدات حسب التجارب الأخيرة، ننصحك بالاطلاع على دليل التعديل في الولايات الألمانية للطب البشري على موقعنا.
ولكن عليك دائماً الدخول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بهيئة التعديل في المطلوبة وقراءة جميع المعلومات الموجهة للأطباء الأجانب لمعرفة الطلبات التي قد تتغير بشكل مستمر. عند الحاجة يمكنك الاستعانة بالمواقع الإلكترونية المختلفة للترجمة.
هل ستبدأ بالعمل بواسطة ترخيص العمل المؤقت، أم أنك ستنتظر إلى أن تحصل على الترخيص الدائم أو الأبروباتسيون؟ هذه نقطة أخرى تتفاوت كذلك من تجربة لأخرى. سنذكر الطريقين الرئيسيين في هذه الحالة.
الطريق الأول هو أن يبدأ الطبيب بالعمل قبل الحصول على الأبروباتسيون. كيف؟ من خلال ترخيص العمل المؤقت أو البيروف (Berufserlaubnis).هذا هو السينايو الذي اتبعه الدكتور أمين، حيث حصل على وعد بالعمل ثم قام بالتقدم لامتحان اللغة الطبية وحصل على البيروف ليبدأ بالعمل.
في هذه الحالة يمتلك أمين فترة سنتين حتى يتقدم لامتحان المعرفة الطبية ويحصل على الأبروباتسيون أو الترخيص الدائم. وبعد ذلك يمكنه الاستمرار بالعمل بطبيعة الحال.
الفكرة المهمة هي أن احتساب التخصص في ألمانيا يبدأ من لحظة الحصول على الأبروباتسيون. أما العمل الذي يقوم به الطبيب قبل ذلك فهو للأسف لا يحتسب من التخصص.
ولكن العمل على الترخيص المؤقت بطبيعة الحال يتيح للطبيب الحصول على مرتب بالإضافة إلى إقامة العمل، كما يحتسب كفترة خبرة في ألمانيا بحيث يتيح للطبيب زيادة راتبه مع كل سنة خبرة إضافية أثناء التخصص.
فإذاً كان هذا الطريق الأول. أما الاحتمال الثاني فهو ألا يبدأ الطبيب بالعمل إلا بعد أن يحصل على الأبروباتسيون، وبدون أن يمر في مرحلة البيروف. كيف يتم ذلك؟
لنقل إن أمين سافر إلى ولاية لا تحتاج إلى وعد بالعمل وإنما تستوجب فقط أن يسجل مكان سكنه فيها. قام أمين بإجراء بعض الكورسات، وخلال ذلك تمكن من تقديم الأوراق والحصول على موعد للامتحان ثم تجاوز امتحان اللغة الطبية بنجاح.
في هذه الحالة يرغب أمين بإجراء كورسات خاصة بامتحان الأبروباتسيون (والتي تستغرق عادة عدة أشهر). ولذلك فهو سيبدأ الآن بالكورسات وسيقوم في الوقت نفسه بتقديم طلب لتحديد موعد الامتحان وبدون أن يعمل. قد يحتاج أمين للانتظار لفترة طويلة تبلغ سنة كاملة، أقل أو أكثر.
لذلك من غير المنطقي في هذه الحالة الحصول على وعد بالعمل، وذلك لأن صاحب العمل لن ينتظر الطبيب لسنة كاملة إلى أن ينتهي من الامتحان. ويتم اتباع هذه الطريقة في الولايات التي تسمح بالتقدم لامتحان الأبروباتسيون بمجرد الإقامة في الولاية وبدون وعد بالعمل.
فإذاً التسلسل المتبع في هذه الحالة هو التقدم لامتحان اللغة الطبية، ثم تقديم طلب لتحديد موعد امتحان الأبروباتسيون، ثم التحضير للامتحان من خلال الكورسات أو الدراسة الذاتية (ربما مع هوسبيتاتسيون وبدون عمل)، ثم التقدم لامتحان الأبروباتسيون، وبعد ذلك البدء بالعمل الأول.
هناك احتمال آخر في بعض الولايات، وهو ألا تمنح هيئة التعديل البيروف على الإطلاق، فالأبروباتسيون هو الخيار الوحيد. وفي هذه الحالة يحتاج الطبيب إلى تقديم أوراقه والانتظار. وبعد تجاوز الامتحان والحصول على الأبروباتسيون يمكنه البدء بالمراسلة والحصول على العمل الأول.
حين يتوجب على الطبيب التقدم لامتحان الأبروباتسيون فيمكن تلخيص التسلسل داخل ألمانيا بالاحتمالين التاليين:
لا تزال هناك نقطة أخيرة جديرة بالذكر قد تؤدي أيضاً إلى اختلاف هذه الخطوات، وهي إمكانية الحصول على الترخيص الدائم بدون التقدم لامتحان المعرفة الطبية أو الأبروباتسيون، وذلك من خلال آلية تقييم الأوراق والشهادات (Gutachten).
في هذه الحالة لا يضطر الطبيب للتقدم لامتحان الأبروباتسيون وإنما يطلب دراسة أوراقه من قبل خبير يدعى بالغوت أختر (Gutachter).إذا كانت تفاصيل دراسته الجامعية مطابقة للجامعات الألمانية فيمكن أن يحصل على الأبروباتسيون بشكل تلقائي، والذي يدعى بالغلايش أو المعادلة المباشرة للشهادة.
ونظراً لأن دراسة الأوراق تحتاج إلى فترة طويلة لا تقل عن ستة أشهر، فيمكن للطبيب في هذه الحالة أيضاً إما العمل على البيروف ريثما تصدر النتيجة، أو انتظار النتيجة بدون البدء بالعمل.
ويتوجب على الطبيب ألا يسلك هذا الطريق إلا إذا كانت هناك تجارب ناجحة في التعديل المباشر لأطباء متخرجين من نفس كلية الطب التي تخرج منها وتقدموا بنفس الأوراق. والنتيجة مرتبطة حصراً بالجامعة التي درس فيها الطبيب. وجود جنسية بلد آخر أو الحصول سابقاً على التعديل في بلد آخر لا يؤثر على قرار الغوت أختر.
عند تقديم طلب بالتعديل المباشر للشهادة (Gutachten) بدون التقدم لامتحان الأبروباتسيون فمن الممكن تلخيص التسلسل بالاحتمالين التاليين:
وننوه أن عملية طلب التعديل المباشر قد لا تكون مضمونة. فبعد أشهر من دراسة الأوراق قد يقرر الخبير بأن هناك نقصاً في عدد الساعات أو المحتوى العلمي في مواد معينة.
إذا تمكن الطبيب من الحصول على أوراق معينة من جامعته يعوض فيها هذا النقص فيمكن أن تحل المشكلة. أحياناً يمكن أيضاً أن يقوم بكورسات معينة في ألمانيا ليعوض الساعات الناقصة.
وإلا فسوف يعود حتماً إلى الطريق الأساسي ويضطر للتقدم لامتحان الأبروباتسيون. وفي هذه الحالة عليه تقديم طلب لتحديد موعد للامتحان والانتظار مجدداً إلى أن يحل موعد الامتحان.
فإذاً كما تشاهد فإن هناك الكثير من الطرق المختلفة التي تؤدي إلى نفس الهدف، والهدف هنا هو الحصول على أول عمل في ألمانيا لتأمين الدخل وضمان إقامة العمل، والحصول على الترخيص الدائم أو الأبروباتسيون بهدف البدء باحتساب التخصص خلال هذا العمل.
سننتقل الآن إلى موضوع آخر: ما هي الأوراق المطلوبة في كل مرحلة من المراحل وما هي الخطوات التي يتوجب اتباعها؟
بعد أن تحدثنا عن الخطوات وتنوعاتها وتداخلاتها أعتقد أنك الآن أصبحت تفهم الوضع العام بشكل أفضل. يمكننا الآن أن نعود مرة أخرى إلى البداية وندخل في تفاصيل الأوراق والخطوات العملية.
لاحظ أن ما سأقدمه هو مجرد خطوط عامة، بل وعامة جداً لإعطائك فكرة عن التسلسل بشكل عام. لا تنسى الاختلافات بين الولايات!
تختلف الأوراق المطلوبة للحصول على البيشايد وصعوبة الحصول عليه من ولاية لأخرى كما يتم تغييرها من فترة لأخرى. القائمة أعلاه هي مجرد قائمة عامة ولا تنطبق على الجميع. وأحياناً يطلب الموظفون في ألمانيا أوراقاً إضافية يتوجب على الطبيب إرسالها لاستكمال الطلب.
وللحصول على معلومات دقيقة حول هذا الموضوع عليك العودة إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة المسؤولة عن التعديل في الولاية التي ترغب بالتقدم إليها. وضعنا قائمة كاملة بجميع هيئات التعديل في الولايات ومواقعها الإلكترونية في صفحة خاصة.
كما يفضل دائماً أن تطلع على تجارب زملائك في الفترة الأخيرة –وخصوصاً المتخرجين من نفسك جامعتك– وأن تبقى متابعاً لآخر المستجدات، مثلاً من خلال المجموعات المختلفة على الفيسبوك وموقع هيئة التعديل التي تتبع لها.
أيضاً حين يرغب الطبيب بطلب معادلة الشهادة (الحصول على غلايش) فيتوجب عليه عادة تقديم وثائق مفصلة أكثر فيما يتعلق بالدراسة في كلية الطب، والتي تشمل تفاصيل المواد والمحتوى العلمي والمناهج الدراسية التي تمت دراستها.
بشكل عام أي وثائق تخرج من البلاد يجب أن يصادق على صحتها من قبل وزارة الخارجية. يمكن أن يتم ذلك قبل الترجمة أو بعدها. تدعى الترجمة بالألمانية Übersetzungوالتصديق Beglaubigung.
كما يفضل أن تتم المصادقة على جميع الأوراق من السفارة الألمانية في بلدك إن كان ذلك متاحاً، ولا تصادق السفارة عادة إلا على الوثائق المترجمة إلى الألمانية.
تعتبر ترجمة الوثائق من قبل مترجم في ألمانيا أفضل بكثير وأكثر مصداقية لدى السلطات الألمانية. حيث يتم إرسال الأوراق الأصلية والمصدقة من الخارجية إلى ألمانيا بدون ترجمة. وهناك يمكن إجراء الترجمة لدى أي مترجم بداخل ألمانيا.
مشكلة الترجمة في ألمانيا هي أنها مكلفة بعض الشيء، حيث تتراوح تكلفة الورقة الواحدة حسب طبيعة الوثيقة وحسب المترجم بين 5 يورو وحتى 50 يورو. لذلك فإن الخيار البديل الذي يلجأ إليه البعض هو ترجمة الأوراق في البلد الأم لدى أي مترجم ثم إرسالها إلى ألمانيا مترجمة.
في هذه الحالة لا تعترف الهيئات الموجودة في ألمانيا على هذه الترجمة القادمة من الخارج، وتطلب تأكيداً بأن هذه الترجمة الصحيحة. يتم ذلك على النحو التالي:
بعد إرسال الأوراق إلى ألمانيا يتم عرضها على مترجم معتمد. يقوم المترجم بالتأكد من تطابق الترجمة مع الأصل. ثم يكتب ورقة بذلك ويضيفها إلى الوثيقة الأساسية ويختم عليها. ويحصل على أجر بسيط مقابل ذلك، أقل بكثير مما لو تمت الترجمة في ألمانيا.
وبهذه الطريقة يعطي مصداقية أمام السلطات الألمانية بأن الترجمة في البلد الأم صحيحة وليس فيها تلاعب.
على الرغم من ذلك تعتبر الترجمة في ألمانيا دائماً أفضل وأكثر دقة نظراً لأن المترجمين العرب الموجودين في ألمانيا يعرفون تماماً المصطلحات والتعابير المستخدمة في الهيئات الحكومية الألمانية والتي يتوجب استخدامها في الترجمة.
بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الموظفين أو مراكز التعديل في بعض الولايات قد لا تقبل بالترجمة من خارج ألمانيا نهائياً حتى بعد المصادقة عليها، وتطلب من الطبيب إعادة الترجمة بشكل كامل في ألمانيا. عليك أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار!
نكرر مرة أخرى بأن القائمة تقريبية وقد تختلف من بلد لآخر ومن سفارة لأخرى وكذلك من تجربة لأخرى، حيث يمكن أن يتقدم طبيبان لنفس التأشيرة ويطلب من أحدهما أوراق إضافية لا تطلب من الآخر! الموضوع متفاوت للغاية.
للمزيد من المعلومات عليك معرفة الأوراق المطلوبة من خلال الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية في بلدك، حيث وضعنا قائمة بجميع السفارات الألمانية في الدول العربية في صفحة منفصلة. اقرأ المعلومات المذكورة على موقع سفارتك بعناية وتابع المستجدات والتغييرات المستمرة!
كما يفضل دائماً أن تطلع على تجارب زملائك في الفترة الأخيرة وخصوصاً الذين يرغبون بالتقدم من نفس السفارة، وأن تتابع آخر المستجدات، مثلاً من خلال المجموعات المختلفة على الفيسبوك.
ننوه إلى أن الأوراق يجب أن تكون عادة مترجمة إلى الألمانية، ويمكن للشهادات العلمية وشهادات الخبرة أن تقبل في السفارة باللغة الإنجليزية. ويجب تقديم النسخة الأصلية بالإضافة إلى صورتين طبق الأصل من كل وثيقة بما في ذلك الاستمارة.
بالنسبة للتأمين الصحي فيتوجب على كل شخص يسافر إلى ألمانيا أن يكون لديه تأمين صحي أساسي يغطي على الأقل الحالات الطارئة عند اللزوم. تحدثنا عن نظام الخدمات الصحية في ألمانيا في مقالة مفصلة.
حين تبلغك السفارة بوصول الموافقة على التأشيرة يتوجب عليك إبرام عقد مع إحدى شركات التأمين الصحي التي ستغطيك في ألمانيا، ولا يمكنك الحصول على التأشيرة إلا بعد إبراز بوليصة التأمين الصحي للسفارة الألمانية.
يتم ذلك بسهولة، إما من خلال مكاتب معينة في بلدك تؤمن هذه الخدمة، أو من خلال شركات التأمين الموجودة في ألمانيا التي تتيح إبرام عقد التأمين بسهولة عبر الإنترنت من خلال الدفع الإلكتروني.
حتى يتمكن الطبيب من السفر إلى ألمانيا للعمل والتخصص فعليه أن يقطع طريقاً طويلاً فيه الكثير من الأوراق والإجراءات. تتنوع هذه الإجراءات نوعاً ما حسب وضع كل طبيب والسفارة التي يتقدم منها والولاية التي يتم تقديم الطلب فيها.
تبدأ المراسلات عادة من خلال التواصل مع الهيئات المسؤولة عن التعديل إلى جانب تعلم اللغة الألمانية. في الوقت نفسه يتوجب على الطبيب تحضير الأوراق اللازمة لتقديم طلب التأشيرة في السفارة الألمانية.
بعد السفر إلى ألمانيا يتابع الطبيب طريقه إما باتجاه ترخيص العمل المؤقت والبدء بالعمل ثم الحصول على الترخيص الدائم، أو باتجاه الحصول على الترخيص الدائم مباشرة وبعد ذلك البدء بالعمل.
إذا كانت لديكم المزيد من التساؤلات حول هذا الموضوع فيمكنكم طرحها على صفحات التواصل الاجتماعي. إذا كان لديكم أي تصحيح أو تحديث للمعلومات المذكورة في هذه المقالة فنرجو التواصل معنا مباشرة.