هل تفكر بالسفر إلى ألمانيا للتخصص والعمل وترغب بمعرفة معلومات عامة عن التخصصات الباطنية المختلفة المتوفرة في ألمانيا؟
في هذه المقالة سوف تحصل على نظرة عامة على هذه التخصصات من وجهة نظر الطبيب، وسوف تطلع على طبيعة التخصص في هذه المجالات حسب نظام التخصص الألماني.
الطب الباطني العام
التخصصات الباطنية الفرعية
الطب العام
طب الأطفال واليافعين
الأمراض الجلدية والتناسلية
الخلاصة
يعتبر الطب الباطني العام (Innere Medizin)من أهم التخصصات في ألمانيا، حيث يؤهل الطبيب لممارسة الطب الباطني بكل جوانبه. وهو من التخصصات الموجودة في جميع المستشفيات تقريباً.
لذلك فإن تخصص الباطنة في ألمانيا هو من التخصصات المطلوبة بكثرة، وهناك الكثير من الأطباء الأجانب الذين يعملون في هذا المجال في جميع المستويات الوظيفية، سواءً في المستشفيات الصغيرة أو الكبيرة.
تبلغ مدة التخصص خمس سنوات، وتعتبر فترة التخصص مرنة نوعاً ما بالنسبة لمكان التخصص ونوع التخصص. ماذا يعني ذلك؟
في الواقع يتوجب على الطبيب الذي يرغب بالتخصص في الأمراض الباطنية أن يعمل لستة أشهر في قسم العناية المركزة، وكذلك لستة أشهر على الأقل في قسم الإسعاف (عادة ما يتم تغطية ذلك خلال المناوبات).
أما الفترة المتبقية من التخصص فيجب قضاء حوالي سنتين ونصف منها في المستشفيات، ويمكن إجراء حتى فترة سنة ونصف في العيادات خارج المستشفى إن رغب الطبيب. وقد تكون هناك بعض التفاوتات بين الولايات في هذه الشروط.
بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على الطبيب أن يقضي فترة التخصص في قسمين باطنيين مختلفين على الأقل، وذلك حسب حجم المستشفى.
تعتبر طبيعة العمل أثناء التخصص صعبة عموماً، وذلك بسبب ضغط العمل وكثرة الحالات الباطنية التي تأتي إلى المستشفيات. ويشمل العمل عادة الجولة الصباحية التي قد تكون طويلة في الأقسام الكبيرة، ثم الأعمال الورقية وتنفيذ طلبات المرضى وإتمام رسائل التخريج.
ويتوجب على الطبيب القيام بمناوبات ليلية يتفاوت عددها من مستشفى لآخر، وتتراوح وسطياً بين 4 و7 مناوبات في الشهر الواحد حسب حجم المستشفى وعدد الأطباء فيه. وفي بعض الأقسام يكون نظام العمل ضمن ورديات 12 ساعة نهاراً أو ليلاً. انظر مقالة أوقات عمل الأطباء في ألمانيا للمزيد من المعلومات حول أنواع المناوبات الليلية وطبيعتها.
يتعلم الطبيب خلال التخصص المهارات الأساسية في مجال الطب الباطني، وأهمها التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Sonographie)للكثير من أعضاء الجسم (القلب، الصدر، البطن، الغدة الدرقية، الأوعية الدموية) وقراءة الصور الشعاعية وإجراء بعض التداخلات الأساسية مثل سحب السوائل من الصدر أو البطن.
كما يشارك الأطباء الاختصاصيين أو الاستشاريين في إجراء الفحوص التشخيصية والعلاجية المتقدمة مثل المناظير وغيرها، والتي تشملها تسمية واحدة بالألمانية هي الفحوص التشخيصية الوظيفية (Funktionsdiagnostik)أو اختصاراً يقال الـ Funktion.
ويحصل الطبيب عادة على خبرة كبيرة أثناء التخصص من خلال الاحتكاك، نظراً لأن معظم المرضى هم من فئة المسنين بين العقدين الخامس والعاشر من العمر، والذين تكون لديهم أمراض كثيرة ويتناولون الكثير من الأدوية.
كما يطلب في سجل التدريب أن يقوم الطبيب بالمساعدة في إجراء وتفسير نتائج الفحوص التشخيصية مثل الفحوص القلبية ووظائف الرئة والمناظير الهضمية والفحوص الشعاعية المتقدمة.
ويتعلم الطبيب أثناء فترة التدريب التعامل مع الكثير من الحالات الإسعافية القلبية والصدرية والهضمية والعصبية الشائعة في الممارسة اليومية، بالإضافة إلى الوسائل التشخيصية والعلاجية المختلفة والتعامل مع الأدوية.
بعد إتمام فترة التخصص والنجاح في الامتحان يصبح الطبيب اختصاصياً بالطب الباطني العام (Facharzt für innere Medizin).وبعد ذلك تتوفر لديه خمسة خيارات أساسية موضحة في صندوق المعلومات أدناه.
هناك خمسة خيارات متاحة أمام الطبيب بعد إنهاء التخصص في الأمراض الباطنية العامة:
دنيس فيغنر هو طبيب ألماني يعمل كمقيم في الأمراض الباطنية، ويتحدث في هذا الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين عن طبيعة العمل في هذا التخصص، وذلك في أحد المستشفيات ضمن المناطق الطبيعية والسياحية في ألمانيا. شاهد كيف يصبح العمل سياحة!
تتوفر في ألمانيا العديد من التخصصات الباطنية الفرعية في جميع المجالات. سنبدأ أولاً بتعداد المؤهلات الرسمية التي يحصل عليها الطبيب في هذه المجالات الفرعية مع المصطلحات الألمانية الموافقة لها:
وكما تلاحظ فإن عبارة "الأمراض الباطنية" ملازمة لتسمية هذه التخصصات جميعاً، على الرغم من أن الطبيب يمكن أن يحصل على هذه التخصصات من البداية، وبدون إجراء التخصص أولاً في الطب الباطني العام كما سنشرح في الفقرات التالية.
يعتبر تخصص أمراض الأوعية الدموية (Angiologie)أحد التخصصات الفريدة المتوفرة في ألمانيا. وهذا التخصص مختلف عن تخصص جراحة الأوعية الدموية، فهو ليس تخصص جراحي وإنما تخصص باطني فقط.
ويعتبر تخصص أمراض الأوعية الدموية من المجالات الفرعية في الطب الباطني، حيث يقوم الطبيب بتعميق التخصص في مجال تشخيص وعلاج أمراض الأوعية من الناحية الباطنية، وخصوصاً حالات التخثر والعلاج بمميعات الدم وأمراض الأوعية اللمفاوية.
طيب، الآن سوف تطرح علي السؤال التالي: ستقول لي أنت ذكرت بأن الباطنية مدتها خمس سنوات وبعد ذلك يمكنني إجراء تخصص باطني فرعي، طيب هل يمكنني إجراء تخصص باطني فرعي من البداية؟
الإجابة هي نعم، جميع هذه التخصصات الباطنية يمكنك أن تبدأ فيها من البداية، أو أن تقوم بإجرائها بعد إنهاء الطب الباطني العام حيث ستستغرق وقتاً أكثر. سنأخذ مثالاً على ذلك.
الدكتورة داليا ترغب بالعمل في مجال الطب الباطني، ولكنها لم تكن واثقة من المجال الذي ستكمل فيه، ولذلك فقد أنهت التخصص في مجال الأمراض الباطنية العامة لمدة خمس سنوات وحصلت على شهادة طبيبة اختصاصية في الأمراض الباطنية.
الآن توفرت لدى داليا فرصة للتخصص في مجال أمراض الكلية. في هذه الحالة عليها أن تحصل على التدريب لمدة ثلاث سنوات إضافية في مجال أمراض الكلية تحصل بعدها على شهادة التخصص في أمراض الكلية.
وفي هذه الحالة تكون داليا قد استمرت بالتخصص لمدة إجمالية قدرها ثمان سنوات، كما تصبح لديها شهادتا فاخ أرتز: واحدة في الباطنة العامة وواحدة في الكلية.
أما الدكتورة ألين فهي قد حصلت على فرصة للتخصص في مجال الكلية من البداية، وذلك لمدة ست سنوات.
في هذه الحالة تحصل ألين خلال السنوات الثلاثة الأولى من التخصص على تدريب في مجال الطب الباطني العام، بما في ذلك العمل في الإسعاف والعناية المركزة، وكذلك في أقسام باطنية مختلفة.
ولكن السنوات الثلاثة الأخيرة يجب أن تقضيها ألين حصراً في مجال الكلية. وهكذا تحصل في نهاية فترة التخصص على شهادة الفاخ أرتز في أمراض الكلية. وتكون لديها شهادة فاخ أرتز واحدة.
الفيديو القصير أدناه موجه بالأساس للمرضى، ولكنه يظهر بشكل جميل جداً طبيعة العمل في أحد الأقسام المتخصصة فقط بأمراض الجهاز الهضمي في أحد المستشفيات الألمانية.
وإذا أردت معرفة المزيد عن هذا المجال فقد تحدثنا في مقالة مفصلة حول مراحل التخصص في ألمانيا عن قصة الدكتور أمجد وكيف تخصص في مجال الأمراض الهضمية، منذ الحصول على القبول وحتى الحصول على شهادة الفاخ أرتز.
كما في المجالات الجراحية في ألمانيا، فإن المجالات الباطنية تحتوي أيضاً على ما يدعى باسم المسار المشترك (common trunk)، وهي السنوات الثلاثة الأولى من التخصص الباطني، والتي يتوجب على الطبيب فيها أن يحصل على التدريب في الطب الباطني العام والإسعاف والعناية المركزة.
في الكثير من الحالات يحصل الطبيب في البداية على عقد عمل لمدة ثلاث سنوات للتدريب في المسار المشترك للأمراض الباطنية، وبدون تحديد نوع التخصص.
وبعد ذلك يمكن للطبيب أن يتخذ القرار في ضوء الفرص المتوفرة في الأقسام الباطنية في المستشفى: إما أن يكمل لمدة سنتين في الباطنة العامة، أو يكمل لمدة ثلاث سنوات في تخصص باطني فرعي.
كما يمكن له بعد إنهاء المسار المشترك أن يتدرب لفترة في أقسام الجراحة وعيادات الطب العام ويكمل بعض الكورسات بحيث يحصل في النهاية على تخصص في الطب العام (Facharzt für Allgemeinmedizin)،وهنا يمكنه أن يعمل كطبيب أسرة (Hausarzt).
ما هي فرصة الحصول على هذه التخصصات الفرعية؟ في الواقع تعتبر أكثر تنافسية من التخصصات الباطنية العامة والحصول عليها من البداية ليس سهلاً. وهو مرتبط دائماً بالعرض والطلب وحجم المستشفى وإمكانية وجود التدريب فيها وغير ذلك من الأمور.
ومن الأفضل عادة أن يقوم الطبيب بإجراء التخصص في الطب الباطني العام، بحيث يتقن التخصص أولاً ويحسن مستواه اللغوي من خلال العمل المكثف مع المرضى. وبعد ذلك يمكن أن يعثر على فرصة في التخصص الفرعي الذي يرغب به.
تمتلك كل ولاية في ألمانيا قانون تخصص طبي خاص بها بما يتناسب مع احتياجاتها. ويشكل تخصص الأمراض الإنتانية (Infektiologie)أحد الأمثلة على الفروق بين الولايات الألمانية في التخصصات الطبية.
تعتبر ولاية ماكلنبورغ-فوربومرن الواقعة في شمال ألمانيا الولاية الوحيدة التي تمنح نقابة الأطباء فيها شهادة طبيب اختصاصي في الأمراض الإنتانية (Facharzt für Infektiologie).وبذلك يمكن للطبيب في حال توفر الفرصة المناسبة الدخول منذ البداية في هذا المجال وإنهائه خلال ست سنوات.
أما في الولايات الأخرى فإن تخصص الأمراض الإنتانية هو عبارة عن تخصص إضافي (Zusatzbezeichnung)يتم الحصول عليه بعد إنهاء الفاخ أرتز في الطب الباطني (أو في بعض المجالات القريبة) ثم الحصول على تدريب إضافي لسنة واحدة. وما الفرق؟
في هذه الولايات لا يحصل الطبيب على شهادة فاخ أرتز في الأمراض الإنتانية وإنما على شهادة تدعى باسم تخصص إضافي في الأمراض الإنتانية (Zusatzbezeichnung Infektiologie).ولكن عملياً لا يوجد فرق بين الحالتين فيما يتعلق بممارسة التخصص على أرض الواقع.
أخيراً نشير إلى أن تخصص الأمراض العصبية (Neurologie)يعتبر في ألمانيا منفصلاً تماماً عن مجال الطب الباطني ولا يتقاطع معه بأي شكل خلال فترة التدريب. وسنتحدث عن هذا الموضوع في مقالة منفصلة.
ولكن في المستشفيات الصغيرة التي لا يتوفر فيها قسم خاص بالأمراض العصبية، يقوم أطباء الباطنية العامة باستقبال الحالات العصبية الشائعة وقبولها ومعالجتها، مثل حالات السكتة الدماغية (Schlaganfall).
وماذا عن عمل أطباء الباطنية في مجال العيادات؟
الدكتور سعيد اختصاصي بأمراض القلب ويريد أن يفتح عيادة خاصة قرب مكان سكنه. هل هذا ممكن؟
في ألمانيا لا يمكن للطبيب الاختصاصي أن يقوم بفتح عيادة خاصة بشكل عشوائي، حيث تخضع كثافة العيادات التخصصية الموجودة في كل منطقة إلى التنظيم من قبل هيئات خاصة مسؤولة عن ذلك. لماذا؟
السبب هو ألا يكون هناك عدد كبير من الأطباء من نفس التخصص مركزين في منطقة معينة، في حين أن منطقة أخرى تكون محرومة من هذا التخصص، كالمناطق الريفية على سبيل المثال.
وبذلك فإن الطبيب الاختصاصي يحتاج قبل فتح عيادة في تخصص معين إلى الحصول على موافقة الهيئات المسؤولة عن تنظيم العيادات، والذي قد لا يكون ممكناً في الكثير من المناطق حتى لا يتم تجاوز الكثافة المحددة.
لذلك فإن طريق الباطنة العامة ومن ثم إجراء تخصص باطني فرعي يبقى أفضل، نظراً لأن الطبيب الباطني العام يحق له بعد إتمام متطلبات معينة العمل في عيادة كطبيب أسرة، حيث تعتبر القيود على عيادات الطب العام أقل بكثير من التخصصات الفرعية.
حسب آراء معظم أطباء الباطنية، فمن الأفضل أولاً إنهاء التخصص في الطب الباطني العام ثم إجراء التخصص الباطني الفرعي. طبعاً السيئة الأساسية في هذه الحالة هي الحاجة لفترة أطول تبلغ 8 سنوات على الأقل مقابل 6 سنوات، ولكن بالمقابل هناك بعض المزايا للموضوع.
الميزة الأولى هي الحصول على شهادتي فاخ أرتز عوضاً عن شهادة واحدة: الأولى في الطب الباطني العام والثانية في المجال الباطني التخصصي، وهذا يعني بطبيعة الحال مؤهلات أكثر.
الميزة الثانية هي أن فرص العمل في المستشفيات تكون أفضل عند توفر شهادة الطب الباطني العام نظراً لأن معظم أقسام الطب الباطني تكون مشتركة وفيها عدة تخصصات باطنية، وبالتالي يتوجب أن تكون لدى الطبيب خبرة في جميع المجالات الباطنية.
الميزة الثالثة هي أن إمكانية العمل في العيادات تكون محدودة أكثر بالنسبة للتخصصات الباطنية، أما بالنسبة لمن لديه شهادة في الطب الباطني العام فإن إمكانية العمل كطبيب أسرة تكون متاحة مباشرة.
الطب العام هو أحد التخصصات المهمة جداً في ألمانيا، والاسم الرسمي له بالألمانية هو الطب العام (Allgemeinmedizin)، كما يدعى أحياناً بطب العائلة (Familienmedizin).وهو يقابل مصطلح الممارس العام (general practitioner أو GP) في الدول الناطقة بالإنجليزية.
يعتبر الطب العام من التخصصات المطلوبة جداً في ألمانيا. وذلك لأن الأطباء الذين لديهم تخصص في الطب العام يقومون بإدارة عيادة طبيب الأسرة التي تشكل الخط الأول للعلاج الطبي في ألمانيا.
لاحظ أن مفهوم الطب العام في ألمانيا مختلف عنه في بلادنا: فالطبيب العام هو ليس طبيباً متخرجاً من كلية الطب بدون شهادة تخصص، وإنما هو طبيب حصل على تدريب تخصصي لمدة خمس سنوات في مجال طب الأسرة.
وحتى يستطيع الطبيب أن يعمل كطبيب عام في ألمانيا فيجب عليه أولاً أن يحصل على تدريب تخصصي لمدة خمس سنوات. بعد اجتياز الامتحان يحصل على شهادة طبيب اختصاصي بالطب العام (Facharzt für Allgemeinmedizin).
وفقط حين يحصل الطبيب على شهادة التخصص يحق له العمل في عيادة كطبيب أسرة. أما الطبيب المتخرج من كلية الطب وليست لديه شهادة اختصاص فلا يحق له أن يستلم عيادة طبيب أسرة، وإنما فقط أن يعمل تحت التدريب بإشراف طبيب اختصاصي آخر.
من المهم جداً أن تفهم طبيعة التدريب في طب الأسرة أو الطب العام في ألمانيا. بطبيعة الحال لا توجد في المستشفيات أقسام متخصصة بالطب العام، فمجال ممارسة هذا التخصص هو في العيادات.
لذلك لن تجد مثلاً قسماً اختصاصياً بطب الأسرة يطلب أطباء مقيمين للتخصص في مجال طب الأسرة، وإنما يتم إجراء التدريب التخصصي في أقسام الطب الباطني والجراحة. وكيف يتم ذلك؟ سنشرح أكثر.
حسب ما هو وارد في قانون التخصص الصادر عن نقابة الأطباء المركزية، فإن التخصص في مجال طب الأسرة يحتاج إلى إتمام الفترات المذكورة أدناه. قد تكون هناك اختلافات طفيفة بين الولايات.
وبذلك يصبح المجموع خمس سنوات من التدريب التخصصي التي يجب أن يقضيها الطبيب لينهي فترة التخصص في مجال الطب العام. طبعاً هذه الفترات قد تتفاوت بشكل طفيف من ولاية لأخرى حسب قانون التخصص المعتمد في الولاية، وعادة لا يهم الترتيب.
وبذلك، حين يرغب الطبيب في التخصص بالطب العام فهو يتقدم عادة لوظيفة عادية في الطب الباطني في أحد المستشفيات ويتم فترة التدريب المطلوبة، ويمكن بعدها أن يتم مثلاً ستة أشهر في المجال الجراحي في نفس المستشفى، قبل أن ينتقل إلى التدريب في العيادات.
ذكرنا المزيد من المعلومات حول آلية الدخول في التخصص الطبي في ألمانيا في مقالة منفصلة.
يعمل أطباء الأسرة في العيادات بشكل يومي من الصباح حتى الظهيرة. والكثير منهم يعملون أيضاً لفترة مسائية يومين أو ثلاث أيام في الأسبوع. والكثير منهم لديهم في العيادات وسائل تشخيصية مساعدة مثل تخطيط القلب وأجهزة الإيكو وحتى الفحوص المخبرية الأساسية.
ويغطي أطباء الأسرة بشكل أساسي الحالات الباردة، فالمريض الذي لديه مشكلة صحية معينة يجب عليه أولاً أن يراجع طبيب الأسرة في منطقته، والذي يقوم عند الحاجة بتحويله إلى الطبيب الاختصاصي في التخصص المناسب أو إلى المستشفى عند الحاجة.
بالإضافة إلى ذلك فإن بعض أطباء الأسرة يقومون بإجراء زيارات منزلية للمرضى غير القادرين على الحركة بسهولة، على سبيل المثال في دور رعاية المسنين، حيث يتابع طبيب الأسرة مرضاه هناك من خلال زيارات دورية.
تحدثنا أكثر عن دور طبيب الأسرة في المقالة المفصلة حول النظام الصحي في ألمانيا في هذا الموقع.
كما تلاحظ من العنوان، فإن تسمية هذا التخصص في ألمانيا هي ليست طب الأطفال فقط، وإنما طب الأطفال واليافعين (Kinder- und Jugendmedizin)،لماذا؟
السبب هو أن طبيب الأطفال في ألمانيا يستمر بمتابعة المرضى حتى الثامنة عشرة من العمر، ولذلك فهو يقوم أيضاً بمعالجة اليافعين والشباب الصغار، وليس فقط الرضع والأطفال.
يعتبر طب الأطفال واليافعين من التخصصات المتقدمة في ألمانيا. وهو متوفر أيضاً للأطباء الأجانب، على الرغم من أنه أقل توفراً من الطب الباطني.
تبلغ مدة هذا التخصص خمس سنوات، يتوجب على الطبيب أن يقضي ستة أشهر منها في وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال. كما يمكن إجراء سنة واحدة من التدريب في تخصص آخر مثل الطب الباطني أو الجراحة. يمكن كذلك إجراء جزء من فترة التخصص في العيادات، عادة حوالي سنتين.
ويشمل العمل في هذا المجال التعامل مع الأطفال في أقسام المستشفى وكذلك العيادات والحالات الإسعافية والطوارئ. ويتعلم الطبيب خلال ذلك الإجراءات الضرورية للتعامل مع المرضى مثل التصوير بالإيكو (الأمواج فوق الصوتية).
ويتوجب على الطبيب بطبيعة الحال إجراء المناوبات الليلية، والتي يتفاوت عددها من قسم لآخر في ألمانيا حسب حجم المستشفى وموقعه ونظام المناوبات.
بعد إنهاء التخصص والنجاح في الامتحان يحصل الطبيب على شهادة الفاخ أرتز في طب الأطفال واليافعين. وعندها يمكن أن تتاح للطبيب الفرصة للتخصص في مجال آخر فرعي في طب الأطفال كما يظهر صندوق المعلومات أدناه.
بعد إنهاء التخصص في طب الأطفال واليافعين يمكن للطبيب التركيز على مجال معين في هذا التخصص الواسع. وفي القائمة أدناه تظهر بعض المؤهلات التي يمكن الحصول عليها بعد تدريب إضافي تبلغ مدته سنتين بعد إنهاء الفاخ أرتز.
نشير إلى أن التدريب في مثل هذه المجالات الدقيقة لا يتوفر في جميع المستشفيات عادة وإنما فقط في المراكز الكبيرة.
يمكنك في هذا الفيديو مشاهدة كيف يسير العمل اليومي في وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال في المستشفى الجامعي في هانوفر (عاصمة ولاية نيدرزاكسن). مدة الفيديو عشر دقائق ولكنه جدير بالمشاهدة.
وكما في التخصصات الباطنية التي تحدثنا عنها في هذه المقالة، فإن الطبيب المتخصص في طب الأطفال يمكنه أن يتابع العمل في المستشفى ويرتقي في السلم الوظيفي. أو قد يفضل العمل في عيادة، إما بشكل مستقل أو مشترك مع أطباء آخرين.
وتعتبر عيادات الأطفال في ألمانيا منتشرة بكثرة، حيث يجب أن يكون لكل طفل طبيب خاص به يدعى باسم طبيب الأطفال (Kinderarzt)حتى عمر الثامنة عشرة، وذلك على مبدأ طبيب الأسرة (Hausarzt)لدى البالغين.
وبعد الولادة مباشرة يتم تسجيل الطفل لدى طبيب أطفال معين بحيث يتم إحضار الطفل إلى العيادة بفواصل دورية لإجراء الفحوص اللازمة وإعطاء اللقاحات.
نختتم هذه الحلقة بأحد التخصصات التنافسية في ألمانيا، ألا وهو تخصص الأمراض الجلدية (Dermatologie)،ويدعى أيضاً بتخصص أمراض الجلد والأمراض التناسلية (Haut- und Geschlechtskrankheiten).
طب الجلد في ألمانيا هو من التخصصات التنافسية التي يعتبر الحصول عليها صعباً، وذلك بسبب وجود تنافس كبير عليه من قبل الأطباء الألمان والأجانب على السواء.
وسبب التنافس على هذا التخصص هو أن طبيعة العمل فيه مريحة إجمالاً، فلا يوجد فيه عمل ليلي عادة. كما أنه يوفر إمكانية العمل في مجال العيادات والحصول على دخل مرتفع على المدى الطويل، بالإضافة إلى إمكانية الدخول في مجالات التجميل.
بالإضافة إلى ذلك فإن تخصص الأمراض الجلدية هو من التخصصات غير المتوفرة في جميع المستشفيات، فهو موجود فقط في المستشفيات الكبيرة والتعليمية. والقليل من المستشفيات الصغيرة فيها أقسام لطب الجلد.
تبلغ مدة هذا التخصص خمس سنوات، كما يقبل من الطبيب إجراء سنة من التخصص في مجال آخر مثل الطب الباطني. وبذلك فإن الكثير من الأطباء يعملون مثلاً في الطب الباطني لسنة أو سنتين قبل العثور على فرصة في طب الجلد.
وبذلك يتم احتساب سنة من فترة التدريب في مجال الطب الباطني، ويمكن للطبيب أن يختصر سنة كاملة من تخصص الجلد، ويتبقى أمامه أربع سنوات فقط عوضاً عن خمسة. يمكن كذلك إجراء جزء من فترة التخصص في العيادات، عادة حوالي سنتين.
يتعلم الطبيب خلال فترة التخصص تشخيص ومعالجة الأمراض الجلدية بأنواعها المختلفة وإجراء الاستئصال الجراحي للأورام الجلدية الصغيرة. أما الأورام الجلدية الكبيرة أو العميقة فهي تحول إلى اختصاصيي التجميل أو الجراحة العامة.
كما يتعلم الطبيب الكثير من الإجراءات التشخيصية والعلاجية الأخرى مثل المعالجات بالليزر والتبريد وأخذ الخزعات وتشخيص الحالات المرضية الجلدية بواسطة الإيكو.
بعد إنهاء التخصص فإن التسمية الرسمية للطبيب هي اختصاصي بالأمراض الجلدية والتناسلية (Facharzt für Haut- und Geschlechtskrankheiten).
ويمكن للطبيب عند إنهاء التخصص أيضاً إجراء كورسات إضافية والدخول في مجالات التجميل الواسعة. كما يمكن له إن أراد إجراء تخصصات إضافية كما هو موضح في صندوق المعلومات أدناه.
من التخصصات الشائعة التي يقوم أطباء الجلد بإجرائها بعد حصولهم على الفاخ أرتز نذكر:
في هذه المقالة تحدثنا عن أربعة من التخصصات الباطنية المتوفرة في ألمانيا، وهي الطب الباطني ومجالاته الفرعية، وطب الأسرة، وطب الأطفال، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والتناسلية.
تتفاوت إمكانية الحصول على هذه التخصصات بشكل كبير، بعضها متاح نسبياً وبعضها الآخر عليه تنافس كبير. وجميعها تتيح للطبيب العمل في العيادات بعد الحصول على شهادة الاختصاص.
إذا كانت لديكم المزيد من التساؤلات حول هذا الموضوع فيمكنكم طرحها على صفحات التواصل الاجتماعي. إذا كان لديكم أي تصحيح أو تحديث للمعلومات المذكورة في هذه المقالة فنرجو التواصل معنا مباشرة.