أحد الأسئلة الشائعة جداً التي تطرح من قبل الزملاء الذين يفكرون في السفر إلى ألمانيا أو الذين أصبحوا فيها ولا يزالون في مرحلة التحضير هو عدد سنوات التخصص في ألمانيا وكم من الوقت يحتاج الطبيب للحصول على شهادة التخصص.
في هذه المقالة سوف نتحدث بالتفصيل عن الفترة التي يحتاج إليها الطبيب منذ لحظة الوصول إلى ألمانيا حتى حصوله على شهادة الاختصاص، مع استعراض مدة التخصصات الطبية جميعها وشرح العوامل التي تلعب دوراً في هذه الفترة الزمنية.
مدخل إلى الموضوع
الفترة التمهيدية حتى البدء بالعمل
فترة العمل على الترخيص المؤقت
فترة التدريب التخصصي
فترات الانقطاع المحتملة
الوقت الضائع قبل التقدم للامتحان
اعتبارات أخرى
الخلاصة
لنقل إنك ستصل إلى ألمانيا في اليوم الأول من السنة القادمة. كم من الوقت سوف تحتاج إلى أن تحصل على شهادة التخصص أو الفاخ أرتز؟؟
تتألف الفترة اللازمة لإنهاء التخصص في ألمانيا من مجموع الفترات التالية:
في هذه المقالة سأناقش جميع هذه الفترات بشكل مفصل حتى تحصل على فكرة كاملة عن الفترة الزمنية التي سوف تحتاج إليها منذ لحظة الوصول إلى ألمانيا وحتى لحظة الحصول على شهادة التخصص.
وسأقدم لكم خلال هذه المناقشة الكثير من الأمثلة من الحياة الواقعية مع أرقام حقيقية للفترات التي يحتاج إليها الأطباء في الوقت الحاضر من خلال اطلاعي على تجارب أعداد كبيرة من الزملاء خلال السنوات الماضية.
فيما يلي تذكير ببعض المصطلحات الأساسية التي قد تكون جديدة بالنسبة لبعض القراء الكرام:
للمزيد من المعلومات والشرح حول هذه المصطلحات انظر المقالة المفصلة حول هيئات التعديل التي يتعامل معها الطبيب في ألمانيا.
إذا لم تكن قد شاهدته حتى الآن، فإن هذا الفيديو يشرح لك الكثير من هذه المصطلحات ويوضح الهيئات المختلفة التي سيتعامل معها الطبيب في مسيرة التعديل والعمل في ألمانيا.
من أكثر الأسئلة المطروحة فيما يتعلق بموضوع السفر إلى ألمانيا هو التالي: إذا سافرت إلى ألمانيا، كم من الوقت أحتاج إلى أن أبدأ بالعمل والتخصص والكسب المادي؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال لا بد أن نستعرض بشكل سريع طريق الطبيب بعد الوصول إلى ألمانيا. الشرط الأول للبدء بالعمل في ألمانيا هو الحصول على شهادة اللغة الألمانية العامة B2، وكذلك النجاح في امتحان اللغة الطبية.
إذا نجحت في ذلك وحصلت على فرصة عمل من خلال المراسلات فيمكنك أن تحصل على الترخيص المؤقت وتبدأ بالعمل. تحدثنا عن هذه الإجراءات بشكل مفصل جداً في مقالات أخرى على هذا الموقع، انظر المقالة المفصلة حول الهيئات التي يتعامل معها الطبيب في ألمانيا، وكذلك المقالة الخاصة بطريقة الدخول في نظام التخصص في ألمانيا.
وبالتالي -وكما هو واضح- فإن الفترة اللازمة حتى البدء بالعمل مرتبطة بتحقيق هذه الشروط. هل وصلت إلى ألمانيا ولديك مسبقاً شهادة B2 من خارج ألمانيا؟ أم أنك ستتابع كورسات اللغة في ألمانيا ثم تنتظر موعداً للامتحان وتتقدم إليه؟
نفس الموضوع ينطبق على امتحان اللغة الطبية. هل درست اللغة الطبية مسبقاً وأنت الآن جاهز (تقريباً) للتقدم للامتحان بعد فترة قصيرة من وصولك إلى ألمانيا؟ أم أنك ستنتظر حتى تجري كورسات معينة وبعد ذلك ستقدم أوراقك لحجز موعد للامتحان؟ لاحظ أنك إذا لم توفق في أي من هذين الامتحانين فيجب عليك إعادته مرة أخرى، وهذا يعني المزيد من فترات الانتظار!!
نقطة أخرى مهمة جداً: هل هناك فرصة عمل معينة تنتظرك من خلال أحد المعارف مثلاً؟ أم أنك ستجرب المراسلة بشكل عشوائي وربما تسافر بين الولايات حتى تعثر على فرصة العمل الأولى؟
كما تشاهد، كل هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في الفترة اللازمة حتى البدء بالعمل الأول. أعرف أطباءَ بدؤوا بعملهم الأول خلال ستة أشهر من وصولهم إلى ألمانيا، وأعرف آخرين يعانون منذ خمس سنوات ولم يبدؤوا بعد بالعمل!! كيف؟ سأعطيك أمثلة على حالات حقيقية.
الدكتور مؤيد نجح في B2 في بلده وأحضر معه الشهادة، وخلال ذلك عمل على تحسين لغته ودراسة اللغة الطبية لوحده. وعند وصوله إلى ألمانيا بدأ بالمراسلة مباشرة وحصل على فرصة عمل، وكانت أوراقه كاملة بحيث تمت الإجراءات في هيئة التعديل بسلاسة.
وبعد ذلك حصل على موعد لامتحان اللغة الطبية. كان الامتحان بعد حوالي خمسة أشهر من وصوله إلى ألمانيا حيث نجح فيه من المرة الأولى. وهكذا بدأ بالعمل خلال أقل من ستة أشهر من وصوله إلى ألمانيا.
أما الدكتور نعيم فهو موجود في ألمانيا منذ ثلاث سنوات ولم يبدأ بالعمل حتى الآن. لماذا؟ لأنه قام بإجراء كورسات اللغة في ألمانيا، وتأخر في المراسلات بسبب نقص في الأوراق مما أدى إلى فترات انتظار طويلة.
وحين اكتملت الأوراق وتقدم لامتحان اللغة الطبية فهو قد فشل في تجاوز الامتحان لأكثر من مرة بسبب صعوبته في الولاية التي يقيم فيها.
وبسبب عدم الاحتكاك مع المجتمع الألماني لم تتطور لغته بشكل جيد، وعانى من صعوبة في العثور على عمله الأول. وبعد إجراء الكثير من المقابلات عثر على فرصة عمل في ولاية أخرى. واستغرق نقل الملف من الولاية القديمة إلى الولاية الجديدة الكثير من الوقت.
وهكذا تشاهد بأنه لا توجد فترة ثابتة من لحظة الوصول إلى ألمانيا حتى البدء بالعمل، فالموضوع يتفاوت بشكل كبير من شخص لآخر حسب المجهود الذي بذله على نفسه قبل الوصول وحسب الولاية وحسب التوفيق في الحصول على فرصة العمل الأولى.
بشكل وسطي يمكن القول بأن معظم الأطباء يتمكنون من البدء بالعمل خلال سنة إلى سنة ونصف من وصولهم إلى ألمانيا. بعضهم قد يوفق قبل ذلك، وبعضهم يحتاج إلى فترة أطول.
لاحظ أن هذه الفترة تكافئ تقريباً فترة التأشيرات التي تمنحها السفارات الألمانية اليوم للأطباء بهدف تعديل شهاداتهم والبدء بالعمل في ألمانيا.
في الوقت الحالي، معظم الأطباء يبدؤون بعملهم الأول بعد الحصول على ترخيص العمل المؤقت (Berufserlaubnis)، والذي يدعى اختصاراً بالبيروف.
المشكلة في هذه الحالة هي أن الفترة التي يقضيها الطبيب في العمل على الترخيص المؤقت لا تحتسب من فترة التخصص، فحسب قانون التخصص الألماني فإن احتساب التخصص يستوجب توفر الترخيص الدائم أو الأبروباتسيون (Approbation).
وبالتالي فإن الدكتور مؤيد الذي تمكن من الحصول على البيروف بشكل سريع والبدء بالعمل سوف يضطر للعمل لمدة سنة واحدة على الأقل على البيروف إلى أن يحين موعد الامتحان ويتجاوز امتحان المعرفة الطبية ويحصل على الأبروباتسيون.
وهذه السنة لن تحتسب من فترة التدريب التخصصي، على الرغم من أنه سوف يحصل على مرتب وعلى إقامة عمل في ألمانيا، بالإضافة إلى الخبرة العملية التي سيجمعها والفائدة التي سيحصل عليها من خلال تحسين لغته ومعرفته بالنظام الطبي.
فإذاً، بالإضافة إلى الفترة التمهيدية التي سيقضيها الطبيب حتى البدء بالعمل، ستكون هناك فترة ضائعة ثانية هي فترة العمل على الترخيص المؤقت حتى تجاوز الامتحان بنجاح والحصول على الأبروباتسيون.
وماذا لو لم يتجاوز الطبيب الامتحان؟ سيضطر في هذه الحالة للاستمرار بالعمل على البيروف وحجز موعد جديد للامتحان والانتظار مجدداً لمدة ستة أشهر، وربما أكثر. وبالتالي المزيد من الوقت الضائع.
وهذا السيناريو ليس نادراً، فالدكتور نعيم عمل لمدة سنة كاملة على البيروف إلى أن جاء موعد الامتحان. ولكنه للأسف لم يوفق في امتحان الأبروباتسيون بسبب صعوبة اللجنة الفاحصة، واضطر للانتظار لمدة سبعة أشهر إضافية حتى موعد الامتحان القادم.
نجح نعيم في المحاولة الثانية، ولكن الفترة الإجمالية للعمل على البيروف قد تجاوزت سنة ونصف، وهي فترة ليست بالقليلة. والآن بعد حصوله على الأبروباتسيون يمكنه أن يبدأ بالفترة الحقيقية للتدريب التخصصي، وهي موضوع الفقرة القادمة.
معظم الأطباء ينجحون في امتحان المعرفة الطبية أو امتحان الأبروباتسيون من المرة الأولى. وبشكل وسطي يتم التقدم لهذا الامتحان خلال سنة من البدء بالعمل، مع وجود بعض الفروق بين الولايات كما شرحنا في دليل التعديل في الولايات المختلفة.
في جميع الولايات الألمانية، لا يمكن احتساب العمل على ترخيص العمل المؤقت (البيروف) من ضمن التدريب التخصصي في الوقت الراهن، على الرغم من أن ذلك كان ممكناً في الماضي.
ولكن في بعض الولايات هناك استثناء لهذه القاعدة في حالة خاصة، وذلك حين تكون شهادة الطب قابلة للتعديل من خلال المعادلة المباشرة (Gutachten)وبدون التقدم لامتحان الأبروباتسيون. تحدثنا عن هذه الحالة بشكل مفصل في مقالة خطوات السفر إلى ألمانيا.
في هذه الحالة يمكن للطبيب أن يعمل على البيروف لفترة من الزمن إلى أن تنتهي إجراءات دراسة الأوراق. وإذا اعترفت هيئة التعديل على شهادته وكانت شهادته معادلة (gleich)فإن فترة العمل على البيروف قبل حصوله على الأبروباتسيون الألماني يمكن أن تحتسب من فترة التدريب التخصصي.
ولكن هذه الحالة اليوم ليست شائعة نظراً لأن الدراسة في معظم الجامعات العربية تعتبر اليوم غير معادلة. ولن يتمتع بهذه الميزة إلا من درس في جامعات معادلة أو في دولة أخرى يعترف بدراستها بشكل مباشر، مثل معظم الدول الأوروبية.
حسب قانون التخصص الطبي الألماني فإن فترة التدريب التخصصي المطلوبة للحصول على شهادة الفاخ أرتز الألمانية تتراوح بين 4 سنوات و6 سنوات.
تجدون قائمة كاملة بجميع التخصصات المتوفرة في ألمانيا ومدة كل منها في صفحة التخصصات الطبية في ألمانيا. وسنلخص فيما يلي فترة التخصصات المختلفة.
تشمل هذه المجموعة فقط ثلاثة تخصصات أكاديمية، وهي التشريح والفيزيولوجيا والكيمياء الحيوية. وهذه التخصصات تؤهل الطبيب بعد الحصول على شهادة الفاخ أرتز للعمل في مجال التدريس أو الأبحاث.
تحدثنا عن هذه المجالات في المقالة المفصلة حول التخصصات غير الحادة في ألمانيا. أما التخصصات الطبية السريرية فمدتها تتراوح من خمس سنوات إلى ست سنوات.
معظم التخصصات الطبية في ألمانيا تبلغ مدتها خمس سنوات. وتشمل هذه التخصصات كلاً مما يلي:
تشمل التخصصات التي تبلغ مدة التدريب فيها ست سنوات كلاً مما يلي:
نشير إلى أن المجالات الباطنية التخصصية يمكن أن تجرى مباشرة (أي مثلاً التدريب لمدة ست سنوات في أمراض الجهاز الهضمي) أو أن تجرى بعد إنهاء التخصص في الطب الباطني (أي مثلاً التدريب لمدة خمس سنوات في الطب الباطني العام ثم إجراء ثلاث سنوات إضافية في أمراض الجهاز الهضمي لتصبح الفترة الإجمالية ثمان سنوات).
تحدثنا عن هذا الموضوع بالتفصيل في مقالة التخصصات الباطنية في ألمانيا.
فإذاً كما شاهدنا في الفقرات السابقة، فإن احتساب فترة التدريب التخصصي يبدأ بعد حصول الطبيب على شهادة الأبروباتسيون، ويستغرق بعدها خمس إلى ست سنوات حسب نوع التخصص الطبي.
من الجدير بالذكر أن من الشائع للغاية أن يحدث انقطاع ما خلال هذه الفترة التدريبية. سأذكر لكم بعض الأمثلة التي نراها بشكل شائع في الحياة اليومية.
الكثير من المستشفيات الصغيرة والمتوسطة لا تؤمن للطبيب فترة التدريب الكاملة. لماذا يحدث ذلك؟
لنقل إن الدكتورة ميساء تتخصص في مجال التوليد وأمراض النساء. مدة التخصص في هذا المجال تبلغ خمس سنوات. عثرت ميساء على أول فرصة عمل في مستشفى صغير.
هذا المستشفى لا تجرى فيه جميع الإجراءات الكبرى التي يتوجب على الطبيب أن يشاهدها ويتعلمها خلال فترة التخصص. ولذلك فإن فترة التدريب المعترف بها في هذا المستشفى تبلغ ثلاث سنوات فقط من أصل خمس سنوات في مجال التوليد وأمراض النساء.
وحتى لو عملت ميساء في المستشفى لفترة أطول من ذلك، فلن يتم الاعتراف إلا بفترة ثلاث سنوات فقط. ويتم تحديد فترة الاعتراف عادة من قبل نقابة الأطباء حسب إمكانيات كل مستشفى.
وبالتالي فإن على ميساء بعد انقضاء هذه السنوات الثلاث أن تعثر على فرصة عمل في مستشفى كبير ولديه اعتراف بكامل فترة التدريب لتكمل فيه السنتين المتبقيتين من فترة التخصص، وبعدها تكون قد أكملت فترة التدريب التخصصي الكاملة.
وعلى الرغم أن معظم الأطباء يتمكنون من التحضير لهذه الخطوة بشكل مسبق والانتقال بدون حدوث انقطاعات زمنية، إلا أن بعضهم قد يضطر للبقاء في العمل الحالي لفترة إضافية ريثما يعثر على فرصة مناسبة، أو ربما يضطر للانقطاع عن العمل (وبالتالي عن التدريب التخصصي) لفترة تزيد أو تنقص قبل البدء بالعمل الثاني. وهذه الفترة بطبيعة الحال لن تحتسب من التدريب.
حين ينتقل الطبيب إلى المستشفى الجديد فلا يتوجب عليه بطبيعة الحال إعادة احتساب التخصص من الصفر، وإنما تقوم نقابة الأطباء باحتساب جميع الفترات التدريبية التي أجراها الطبيب في جميع الأماكن، وهو ما يدعى بمبدأ تجميع سنوات التخصص في ألمانيا.
تعتبر أول ستة أشهر من العمل فترة تجربة بين طرفي العقد. وهذا يعني أن الطبيب يمكنه ترك العمل بشروط ميسرة إن لم يعجبه العمل في القسم، وبالمقابل يمكن للمستشفى أيضاً أن يستغني عن الطبيب إذا لم يكن راضياً عن أدائه.
وحسب قانون التخصص الذي يختلف من ولاية لأخرى، فإن أي فترة من التدريب التخصصي يجب ألا تقل عن ستة أشهر حتى يتم احتسابها من ضمن فترة التخصص الإجمالية، وفي بعض الولايات تم تخفيض هذه الفترة إلى ثلاثة أشهر.
الدكتورة ميساء أنهت ثلاث سنوات من التدريب وانتقلت إلى مستشفى جديد لإكمال السنتين الباقيتين. ولكنها لم تكن سعيدة في المستشفى الجديد، وتركت العمل بعد شهرين.
إن نقابة الأطباء لن تحتسب هذين الشهرين من فترة التخصص النهائية. ولا تزال أمام ميساء سنتان كاملتان يجب عليها أن تقضيهما في المستشفى الثالث الذي سوف تنتقل إليه، وهذا يعني المزيد من الوقت الضائع.
المثال الأشيع على ذلك هو فترات الحمل والولادة لدى الطبيبات. حيث تحصل الأم في ألمانيا على فترة أمومة تمتد لحوالي شهرين قبل الولادة وسنة كاملة على الأقل بعد الولادة.
وهذه الفترات بطبيعة الحال لا تحتسب من فترة التخصص. ولذلك إذا مرت ميساء بظروف الحمل والولادة فهي سوف تتأخر في إتمام التخصص.
نفس الموضوع ينطبق على فترات المرض الطويلة التي يتغيب فيها الطبيب عن العمل لفترة طويلة، مثلاً لعدة أشهر. في هذه الحالة لن يحصل الطبيب من رئيس القسم إلا على وثائق بالفترة الفعلية التي عمل خلالها، مع استبعاد فترة المرض من ضمن فترة التدريب.
أما الإجازات السنوية الاعتيادية فهي لا تعتبر انقطاعاً عن العمل. ويمكن للطبيب أن يحصل عادة على إجازة سنوية قدرها 30 يوماً دون أن تحذف هذه الفترة من التدريب التخصصي. ننوه إلى أننا قد تحدثنا عن الإجازات السنوية بشيء من التفصيل في مقالة أوقات عمل الأطباء في ألمانيا.
في ألمانيا لا يحصل الطبيب على شهادة التخصص بشكل تلقائي مع انتهاء فترة التدريب ولا يتم تحديد موعد الامتحان بشكل تلقائي، وذلك لأن التدريب الطبي يتم بآلية غير مركزية وليس له تواريخ محددة فيما يتعلق بالبداية والنهاية.
عند إنهاء فترة التدريب التخصصي بشكل كامل وإنهاء جميع الإجراءات المطلوبة وتوثيقها في دفتر المُلازمة (Logbuch)،فإن على الطبيب أولاً إرسال أوراقه إلى نقابة الأطباء للاعتراف بالتدريب الذي حصل عليه وتحديد موعد للامتحان. وبعد النجاح في الامتحان يحصل على شهادة الفاخ أرتز.
يحتاج الاعتراف بالتدريب من قبل نقابة الأطباء إلى إتمام فترة التخصص (Weiterbildungszeit)بالإضافة إلى إتمام الإجراءات المطلوبة من الطبيب أثناء التخصص، ما يعرف باسم محتوى التخصص (Weiterbildungsinhalt).يضاف إلى ذلك رسالة من رئيس القسم تثبت أن الطبيب مؤهل ليكون طبيباً اختصاصياً.
وخلال هذه الفترة يمكن أن يحدث التأخير إما بسبب بطء الإجراءات من طرف نقابة الأطباء، أو بسبب عدم اكتمال الوثائق لدى الطبيب أو بسبب عدم تعاون رئيس القسم. سنشرح ذلك في الفقرات التالية.
حتى يختصر الأطباء الإجراءات بعد إنهاء الاختصاص فإن الكثيرين منهم يقومون بإرسال أوراقهم إلى النقابة قبل عدة أشهر من انتهاء فترة التدريب. في هذه الحالة تقوم النقابة بدراسة الأوراق بهدوء وإعلام الطبيب بالفترات أو الإجراءات الناقصة.
وعند إكمال فترة التدريب حتى النهاية فإن الطبيب يرسل الإثباتات مجدداً بحيث يتم استكمال الملف في نقابة الأطباء، ويمكن عندها تحديد موعد الامتحان بشكل أسرع بدون إضاعة الكثير من الوقت.
على الرغم من ذلك لا يحدث أبداً وأن يتقدم الطبيب للامتحان في لحظة إنهائه لفترة التدريب. فالدكتورة ميساء أنهت سنواتها الخمس في مجال التوليد والنساء وحاولت إرسال أوراقها مبكراً. ولكن النقابة تأخرت في استكمال دراسة الأوراق، وكان موعد الامتحان بعد حوالي خمسة أشهر من إنهاء التدريب التخصصي.
إحدى الوثائق الأساسية للاعتراف بالتدريب الذي حصل عليه الطبيب هي رسالة من رئيس القسم المشرف على الطبيب في عمله الأخير يؤكد فيها أن مستوى الطبيب مناسب للعمل كطبيب اختصاصي.
في معظم الأحيان وفي معظم التخصصات يحصل الطبيب على هذه الوثيقة بشكل روتيني مع إنهاء فترة التدريب. ولكن في سيناريو آخر -وخصوصاً في التخصصات الجراحية- فإن رئيس القسم قد يؤخر منح هذه الوثيقة للطبيب.
والسبب في ذلك قد يكون إما لأنه غير مقتنع بمستواه بعد أو بسبب وجود نقص حقيقي في عدد الإجراءات التي قام بها الطبيب بحيث يحتاج إلى المزيد من الوقت لإنهائها.
والكثير من الأطباء في ألمانيا تعرضوا لتجارب مزعجة بسبب هذه الناحية، والتأخير الناتج عن عدم تعاون رئيس القسم قد يتراوح بين ستة أشهر وحتى سنة أو سنتين في بعض الأحيان.
وخلال هذه الفترة يستمر الطبيب بالعمل كطبيب مقيم بانتظار الحصول على موافقة رئيس القسم للتقدم للامتحان. مع العلم بأن هذه الناحية تكون عادة أفضل في التخصصات الباطنية أو التي ليست فيها تداخلات.
وبشكل وسطي تبلغ الفترة المنقضية من لحظة إنهاء فترة التخصص وحتى التقدم للامتحان حوالي ثلاثة إلى ستة أشهر.
هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على فترة التخصص زيادة أو نقصاناً.
العامل الوحيد الذي يمكن أن ينقص من فترة التدريب التخصصي في ألمانيا هو وجود تدريب سابق خارج ألمانيا مع الاعتراف به في نقابة الأطباء. ويمكن أن يكون الاعتراف جزئياً أو كاملاً حسب أوراق الطبيب وظروف النقابة.
وقد تحدثنا عن ظروف تعديل الاختصاص في النقابات المختلفة في دليل الولايات الألمانية الشامل.
نقطة أخرى جديرة بالذكر هي العمل بدوام جزئي (Teilzeit).حين يعمل الطبيب بدوام جزئي عوضاً عن الدوام الكامل فإن فترة التدريب سوف تنخفض حسب نسبة العمل الجزئي.
على سبيل المثال الدكتورة ميساء عادت إلى العمل بعد الولادة وترغب بتخصيص بعض الوقت لطفلها، ولذلك اتفقت مع المستشفى على العمل لمدة 6 ساعات عوضاً عن 8 ساعات يومياً، وبنسبة عمل تبلغ في هذه الحالة 75%.
وبذلك فإن فترة التدريب التخصص المحتسبة سوف تنخفض بنفس النسبة. فإذا حصلت ميساء على تدريب تخصصي لمدة سنتين أو 24 شهراً، فإن فترة التدريب الفعلية التي ستعترف بها نقابة الأطباء تبلغ في هذه الحالة 24×0.75=18 شهراً فقط. ويتوجب على ميساء العمل لفترة إضافية لإتمام الأشهر المتبقية.
يمكننا أن نقول بأن الحصول على شهادة الفاخ أرتز بدءاً من لحظة الوصول إلى ألمانيا يتفاوت بشكل كبير من شخص لآخر حسب الكثير من العوامل. قد يتمكن أحد الأطباء من إنجاز ذلك خلال ست سنوات من وصوله إلى ألمانيا، وقد يحتاج الآخر إلى عشر سنوات أو أكثر حتى يحصل على شهادة التخصص.
بشكل وسطي يحتاج معظم الأطباء في ألمانيا إلى فترة التدريب التخصصي + سنتين بدءاً من لحظة الوصول إلى ألمانيا. وهذا يعني 7 سنوات في التخصصات التي تبلغ مدتها 5 سنوات، و8 سنوات في التخصصات التي تبلغ مدتها 6 سنوات.
هذه الأرقام تقديرية وتهدف لإعطاء فكرة عامة وصورة قريبة من الواقع حتى تتمكن من معرفة ما ينتظرك ورسم برنامجك الزمني بشكل أفضل.
إذا كانت لديكم المزيد من التساؤلات حول هذا الموضوع فيمكنكم طرحها على صفحات التواصل الاجتماعي. إذا كان لديكم أي تصحيح أو تحديث للمعلومات المذكورة في هذه المقالة فنرجو التواصل معنا مباشرة.